في التسعينيات من القرن الماضي، كانت المسلسلات المكسيكية وحدها الطاغية على الشاشات اللبنانية، على غرار «ماريا ابنة الحي» و«الفقراء أيضاً يبكون»، وصولاً إلى «ماريمار» (Marimar)، وغالبية تلك الأعمال كرّست اسم المغنية والممثلة المكسيكية تالياً وجعلتها نجمة الصفّ الأول من دون منافس. لكن تلك الموجة من المشاريع التلفزيونية لم تصمد كثيراً وعرفت مطبّات كثيرة بسبب التطوّر الحاصل في عالم صناعة الدارما.
قبل خمس سنوات، جاءت موجة المسلسلات التركية التي طغت على الأعمال المحلية أو المستوردة، ولكنها كانت مجرّد فورة وانتهت سريعاً. ولكن يبدو أن موجة المشاريع المكسيكية ستعود الى أراضينا قريباً، فقد قرّر المنتج مروان حداد (صاحب شركة «مروى غروب») لبننة مسلسل «ماريمار»، ليس عبر دبلجته بل تحويل المسلسل الأم الى عمل لبناني بحت، أبطاله غسان صليبا وابنه وسام، إلى جانب ستيفاني صليبا التي تعمل مقدمة في mtv وتخوض أولى تجاربها الدرامية.
وكان وسام صليبا قد لمع درامياً في رمضان العام الماضي عبر مسلسل «أحمد وكريستينا» (كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي)، على أن يقف إلى جانب والده في المشروع المقبل.

مترجم عن «ماريمار» وينتجه مروان حداد

وفي هذا السياق، يقول حداد لـ«الأخبار»: «نال «ماريمار» شهرة واسعة في العالم، وقد ترجم إلى الإسبانية واليونانية وغيرهما. إنه مسلسل جميل، ولقي نسبة مشاهدة عالية وحصلت على ترخيص بترجمته لعرضه في الشرق الأوسط على مختلف القنوات العربية». ويضيف منتج «عشرة عبيد زغار»: «المسلسل المنتظر يحمل اسم «متل القمر»، وستقوم السيناريست داليا حداد بمهمّة ترجمة العمل، وهي تملك خبرة في الكتابة».
وعن الهجوم المتوقّع على «متل القمر» لأنه غير لبناني، يوضح حداد «لا أتوقع أن ينال العمل انتقادات سلبية، لأنني أُنتج أيضاً إلى جانبه أعمالاً لبنانية متنوّعة وستعرض قريباً على الشاشة ومستوحاة من المجتمع الذي يحيط بنا.
لكني اخترت المسلسل المكسيكي من باب التنويع فقط، وهناك طلب على المسلسلات المستوردة، فلكل عمل جمهور معين».
وعن انطلاق كاميرا «متل القمر»، يقول المنتج «من المتوقع أن يبدأ التصوير في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، على أن يعرض على الشاشات اللبنانية والعربية أوائل العام المقبل.
يتألف «متل القمر» من 60 حلقة، وسيكون مختلفاً عن باقي الأعمال التي قدّمتها سابقاً». من جانبه، يرفض غسان صليبا الكشف عن أيّ معلومات تتعلق بدوره في المسلسل، ويكتفي بالقول «لا تفاصيل لديّ حالياً».
إذاً، بعد موضة المسلسلات التركية والهندية والصينية التي غزت الشاشات، تستعد الساحة الدرامية لاستقبال مسلسل لبنانيّ الهوى بجذور مكسيكية. فهل تكون تجربة مروان حداد ناجحة، أم يكون مصيرها الفشل؟