strong>سناء الخوري«إنّّها رحلة تحوّلي من «أوروبي عادي» إلى حكواتي»... تلك الرحلة العابقة بروائح الشرق سيقصّها علينا ستانيسواف ستراسبورغر يرافقه عود شربل روحانا. عند السادسة والنصف مساء اليوم، سيرتدي الكاتب والصحافي البولوني المقيم في ألمانيا رداء الحكواتي، في أمسية أدبيّة موسيقيّة بعنوان «سوق الأصوات والكلمات... أصغِ». العرض مقتبس من باكورة ستراسبورغر «بائع الحكايات» التي صدرت العام الماضي في بولونيا مرفقةً بقرص مدمج حوى موسيقى للراحل منصور الرحباني وروحانا. يطلّ هذا الأخير وإلى جانبه إيلي خوري، ليرافقا الحكاية في مقتطفات بعضها من عمله الأخير Doux Zen، وبعضها الآخر أقرب إلى ارتجال على شكل موسيقى تصويريّة. أمّا القصّة التي سنسمعها فعن يان سوبرت (الاسم الفني لستراسبورغر)، وهو الحكواتي والبطل والراوي. الكلمات هي خلاصة رحلات سوبرت بين بيروت والشام وحلب والأردن. أمّا الأداء فيجمع جهاد الأطرش والكاتب، وسيضعنا وجهاً لوجه مع دهشته أمام سحر الشرق. يان سوبرت في الكتاب شاب بولوني قدم إلى سوريا للعمل مع شركة تبحث عن الغاز. سيحكي لنا عشقه لـ«الجميلة السوداء»، مقتبساً من أسطورة شمشون وأشعار المعرّي وعنترة ونزار قبّاني وآخرين. سيحكي أيضاً قصّة عشق أخرى جمعته باللغة العربيّة «التي تقود الناطقين بها ليصبحوا حكواتيين بالفطرة»، يقول ستراسبورغر. هل سيقع الوصل فعلاً بين «بائع الحكايات» و«الجميلة السوداء»؟ إلى أين ستقوده بعثته الاستكشافيّة؟ بين أصوات الأولاد في البزار، والأواني المزخرفة، والحمامات، تضيع أصوات الراوي وتتبعثر الحقائق. رغم كلّ هذه البهارات والكليشيهات الاستشراقيّة، يصرّ ستراسبورغر على أنّ عمله لم ينطلق «من رؤية استشراقيّة، بل من نزعة ما بعد حداثيّة في الأدب تجمع بين الأجناس والاقتباسات، وتحوّر أهداف الشخصيات وحقائقها». الأديب الشاب وجد بالمناسبة الكثير من الشبه بين وارسو وبيروت، «كمدينتين تبحثان عن هويتهما فوق أنقاض الحروب». أمّا شربل روحانا، فسيفتح من خلال عوده «الطريق أمام الحكواتي» كما قال الموسيقي اللبناني لـ«الأخبار»، مضيفاً «ستساعده الموسيقى على اكتشاف العالم الجديد، وتشاركه في تشكيل رؤيته». يريد ستراسبورغر عرضه دعوة ـــــ نأمل أن تكون فريدة ــــ إلى لقاء الحضارات ضمن
أنشطة «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب».


6:30 مساء اليوم ــ «قصر الأونيسكو» (بيروت) ـــــ للاستعلام: 01/786680