هالةٌ من نوع خاص تحيط باسم جودي دانش (1934). هل هي مسيرتها المسرحيّة العريقة، أم ملامحها القاسية الرقيقة، أم صوتها الأجشّ؟ هذا العام، كتبت الممثلة البريطانيّة ــ بطلب من «المعهد العالمي للمسرح» التابع لمنظمة «الأونيسكو» ــ رسالة «يوم المسرح العالمي» (27 مارس) التي تقرأ اليوم في كل المسارح والفضاءات الثقافيّة في الجهات الأربع، وهي من المرّات القليلة التي يعهد بهذه المهمّة إلى نجمة سينمائيّة. منذ 1962، حين أطلق «المعهد» هذا التقليد، تحوّلت الرسالة إلى طقس سنوي، وتعاقب على كتابتها مسرحيون وأدباء من طينة جان كوكتو (1962)، وبيتر بروك (1969)، وسعد الله ونّوس (1996)، وأوغوستو بوال (2009)... وها هي دانش تنضمّ إلى هؤلاء، لتقول: «المسرح، مصدر ترفيه يمتلك في الوقت نفسه القدرة على توحيد الثقافات والشعوب حول العالم».
شهرة دانش العالميّة سطعت مع أدائها دور M في فيلم جايمس بوند «العين الذهبيّة» (1995)... ثمّ حصدت «الأوسكار» عن أفضل ممثلة في دور مساعد عن أدائها للملكة إليزابيث الأولى في «شكسبير عاشقاً» (1998).
كلّ يوم يجب أنّ يعدّ، وإن بوسائل مختلفة، يوماً عالمياً للمسرح
لكنّ دانش لم تصبح نجمةً إلا عرَضاً، وبعد الخمسين. فهي ممثلة مسرحيّة عتيقة أمضت أكثر من أربعة عقود على الخشبة البريطانيّة. أوّل أدوارها كان أوفيليا في «هاملت» (1957) ثمّ جولييت في «روميو وجولييت» ثمّ اللايدي ماكبث. أمضت سنوات عطائها مع «فرقة شكسبير الملكيّة» البريطانيّة، و«المسرح القومي البريطاني». عندما منحتها الملكة عام 1988 لقب «دام»، كانت تحوّلت رمزاً للمسرح في بلدها ذي التقاليد العريقة. من هذه التجربة، خرجت بخلاصة بسيطة أنّ «كلّ يوم يجب أنّ يعدّ، وإن بوسائل مختلفة، يوماً عالمياً للمسرح»، كما تكتب في رسالتها. في هذه الرسالة المقتضبة، تذكّرنا بأنّ «المسرح يمتلك موهبة إضحاكنا وإبكائنا، لكن عليه أيضاً أنّ يحثّنا على التفكير والتأمّل».
سناء...