في «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي»، ابتداءً من هذا الشهر، نعيد اكتشاف ستّ كاتبات جنوبيّات، من خلال قراءات نقديّة تسلّط الضوء على جوانب منسيّة أو مهمّشة من تجاربهنّ التي تلتقي حول سؤال الحريّة
زينب مرعي
إنّه عام النساء بامتياز في «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي». اختار المجلس تكريم ستّ أديبات لبنانيات: ليلى بعلبكي، وبلقيس حوماني، وعلوية صبح، وإملي نصر الله، ورجاء نعمة، وحنان الشيخ، ضمن مشروع «ست روائيات في جنوب لبنان». لم يختَر المجلس الأسماء على أساس الجندر فقط، بل «بسبب المكانة التي تحتلّها الكاتبات المدعوّات على الخريطة الأدبيّة العربيّة»، كما يقول الأمين العام للمجلس حبيب صادق. لكن هذا الاختيار لم يخلُ أيضاً من نيّة «إعادة الاعتبار إلى بعض النصوص والتجارب المهمّشة أو المنسيّة في راهننا الثقافي والإبداعي». ويلفت صادق إلى أن المجلس لم يقرر الانحياز إلى نوع أدبي (هنا الرواية) على حساب الأنواع الأخرى، معلناً تخصيص النصف الثاني من السنة الحاليّة للشعر. البرنامج الذي يقترحه المجلس، بإيقاع حلقة كل شهر، يقدّم إحدى الكاتبات المكرّمات إلى الجمهور، على يد ناقد أو ناقدة معروفة

تفتتح يمنى العيد البرنامج بقراءة لرواية ليلى بعلبكي «أنا أحيا»

تُركت لها الحريّة المطلقة في اختيار النصوص. الناقدة يمنى العيد تدشّن البرنامج يوم 11 شباط (فبراير)، وقد اختارت أن تقدّم بحثها عن رواية «أنا أحيا» (1958)، أوّل رواية لليلى بعلبكي. والمعروف أننا هنا أمام نصّ إشكالي بالنسبة إلى عصره، يبحر عكس تيّار السائد آنذاك، ويطرح حريّة المرأة. علماً بأن التيمة نفسها سنجدها في صلب تجارب الروائيات الخمس الأخريات في المشروع. ونلمس في بعض الحالات، كي لا نقول في معظمها، انعكاساً مباشراً للبيئة الجنوبيّة، أو لظاهرة النزوح إلى المدينة في «حيّ اللجا» مثلاً لبلقيس حوماني، أو «حكاية زهرة» لحنان الشيخ، أو الهجرة إلى الخارج في «طيور أيلول» لإملي نصر الله... فضلاً عن سؤال الحرب الأهليّة اللبنانيّة. كل شهر إذاً، موعدنا مع كاتبة عربيّة بارزة تمتدّ جذورها في تلك الأرض، كي نعيد اكتشافها عبر «قراءة» أحد النقّاد المعروفين. أليس في ذلك احتفاء بمهمّة أساسيّة من مهمّات الناقد: أن يكون وسيطاً بين المبدع والمتلقّي؟

11 شباط (فبراير) الحالي ـــــ مقر المجلس (شارع المزرعة ـــــ بيروت) ـــــ للاستعلام: 01/815519


الشاعرات قريباً

نقّاد وروائيات

بعد الناقدة يمنى العيد، التي تفتتح برنامج «ست روائيات في جنوب لبنان» من خلال تقديم قراءة نقدية لرواية ليلى بعلبكي «أنا أحيا»، سيتوالى نقّاد آخرون لتقديم قراءاتهم الخاصة في نصوص الروائيات المشاركات.
سيشتغل لطيف زيتوني على أحد نصوص حنان الشيخ، التي مُنعت روايتها «حكاية زهرة» (1980) في الدول العربية بسبب جرأتها في قضايا الجنس.
أما رفيف صيداوي، فتدخل في الأحياء الشعبية التي يسكنها النازحون الجنوبيون في المدينة مع بلقيس حوماني. ويرصد الناقد عبد المجيد زراقط عوالم رجاء نعمة. ويعود بنا علي زيتون إلى أعمال إملي نصر الله. ويختتم محمد دكروب البرنامج مع علوية صبح، التي تنبش في هويات نسائها، وتغور عميقاً في مجاهل الرغبة.