العراقيل التي يواجهها «الأسباط» لم تؤثر على مخرج المسلسل الذي يروي سيرة الخليفة الأموي ومنتجه. إنهما يستبعدان تدخّل رجال الدين، والديكورات في طريقها الى الاكتمال، وقريباً ينطلق التصوير بين الأردن ولبنان
باسم الحكيم
لم تنتهِ العراقيل التي تواجه مسلسل «الأسباط»، الذي يروي سيرة الإمامَين الحسن والحسين. إذ إنّ العمل يتناول فترة حرجة من التاريخ الإسلامي «شهدت انقسام الأمّة» كما يقول المعترضون، ويضيفون إنّ «تجسيد الإمامَين وأهل البيت وأمّهات المؤمنين في الدراما التلفزيونيّة مسألة ممنوعة إسلاميّاً».
هذه العراقيل التي تواجه «الأسباط» لم تمنع «المركز العربي للإنتاج الإعلامي» (طلال عواملة) من بدء الإعداد لمسلسل إشكالي آخر يروي سيرة الخليفة معاوية بن أبي سفيان. العمل كتبه محمد البطوش (مؤلف مسلسل «الأمين والمأمون» و«أبو جعفر المنصور») ويخرجه أحمد دعيبس. وحتى الساعة، لم تتعاقد الجهة المنتجة على عرضه مع أيّ فضائيّة عربيّة.
يرصد المسلسل سيرة الخليفة الأموي، الذي شهدت فترة حكمه نقطة تحوّل في تاريخ الأمة الإسلامية، وخصوصاً إثر موقعة صفّين بين جيشه وجيش الإمام عليّ بن أبي طالب.
لا يبدو صنّاع العمل متخوّفين من عراقيل محتملة، ورغم أن التصوير لن يبدأ قبل الأوّل من آذار (مارس) المقبل، لا تتوقّع الشركة المنتجة، اعتراض المراجع الدينيّة التي أعاقت سابقاً تصوير أكثر من عمل. يقول مدير إدارة الإنتاج في «المركز العربي للإنتاج الإعلامي» صلاح أبو هنود: «نحاول جاهدين البحث عن أفضل القصص، لأن الأمّة التي كانت القصص إحدى وسائل وحي نبيّها، جديرة بأن تُقدَّم إليها أفضل الأعمال الفنيّة التي تعالج قضاياها بأدوات العصر». ويتابع: «نحن نعيش في عصر المعلومات وديموقراطية المعرفة، والمنع لم يعد أسلوباً يليق بأمّة بُنيت رسالتها على حرية الاختيار والتعبير». وردّاً على أيّ اعتراض قد يصدر إزاء العمل، يعلن أبو هنود أنّ ««المركز العربي» لا يتعمّد تناول أعمال، يعدّها بعض ضيّقي الأفق، إشكاليةً بقصد الإثارة، بل يبحث عمّا يقدّم المعرفة والمعلومة التي تخدم قضايا الأمّة، سواء أكان المسلسل تاريخياً أم اجتماعياً أم سياسياً».
بناء ديكورات في أغوار الأردن مشابهة للمدينة المنورة ومكّة وجزء من الكوفة
وفي انتظار استكمال التجهيزات، يتواصل بناء الديكورات الخاصة بالعمل. ويكشف المخرج أحمد دعيبس أن «الشركة المنتجة بنت ديكورات في أغوار الأردن وصحراء الأزرق مشابهة للمدينة المنوّرة ومكّة وجزء من الكوفة. وسيجري التصوير في مدينة انطاكيا، وتحديداً في المناطق المحاذية للحدود السورية، حيث توجد القلاع»، ويرجّح دعيبس تصوير «جزء كبير من الأحداث في «قصر بيت الدين» إذا استقرّت الشركة المنتجة على اعتماده بلاطاً للخليفة معاوية، حيث تصوّر نسبة 40% من مجمل أحداث العمل». وستتوزّع الأدوار التمثيليّة بحسب المخرج بين حشد من الممثلين الأردنيين والعرب، ويُرشِّح روحي الصفدي لشخصيّة معاوية بن أبي سفيان. كما سيشارك كلّ من عبير عيسى، ونبيل المشيني، ورشيد ملحس، وأحمد العمري، وهشام هنيدي، ومحمد العبادي، وداوود جلاجل، ومحمد القباني، وعمر قفاف، وإبراهيم أبو الخير، وعثمان الشمايلة، ومحمد الإبراهيمي، وشعبان حميد، وخليل شحادة والفنانة الفلسطينية سحر بشارة... وسيظهر في المسلسل أيضاً كل من سبطَي الرسول الحسن والحسين وعمار بن ياسر وزياد بن أبيه... ويستبعد المخرج اعتراض المراجع الدينيّة «لأن العمل يتناول فترة انتقال الحكم الإسلامي من المدينة المنوّرة إلى دمشق».
وعما إذا كانت شخصيّة الإمام علي مرشحة للظهور في العمل، يؤكد «أننا سنعتمد على ما دار من أحاديث في هذه الفترة، عوضاً عن تصوير شخصيّة الإمام. كما سنتناول الموضوع من زاوية سياسيّة لا دينيّة».
يدرك المخرج حساسيّة تناول سيرة صحابي في عمل درامي «لكننا نعتمد على السيناريست والمؤرّخ محمد البطوش، الذي يتعامل مع النص بذكاء، وهو كاتب متمرّس». ويرجّح المخرج، صاحب مسلسلات تناولت التاريخ الإسلامي والحديث، بينها «القدس أولى القبلتين»، و«المعتصم» و«آخر أيّام اليمامة»، عدم مواجهة عمله أيّ مشكلة مع المراجع الدينيّة.
لكن هل ستظّل الشركة المنتجة مطمئنّة حين تعرف أنّ الأزهر سيعقد مؤتمراً دينياً لبحث موضوع ظهور الشخصيات الدينيّة في الدراما في غضون أيّام؟ صحيح أن «المركز العربي للإنتاج الإعلامي» حقّق نجاحاً في الدراما التاريخيّة مع «أبو جعفر المنصور» و«الحجاج» و«أبناء الرشيد»، ونال جائزة «إيمي أوورد» عن «الاجتياح» للمخرج شوقي الماجري، وجائزة أفضل عمل تاريخي 2009 عن «بلقيس» للمخرج باسل الخطيب في «مهرجان القاهرة للإعلام العربي».. إلّا أنّه لم يحتكّ فعليّاً بالمراجع الدينيّة مع شخصيات بوزن الإمامَين الحسن والحسين ومعاوية. ويبقى السؤال هل ستسمح المراجع بظهور هذه الشخصيات في عمل عن حياة الخليفة الأموي؟ وإذا كانت الجهة المنتجة قد حرصت على عدم إظهار الإمام علي في الصورة، فهل تمر بقية الشخصيات بهدوء، أم سيواجه العمل ما يواجهه «الأسباط»؟


أعمال بالجملة

بعد فترة من الانقطاع، يعود «المركز العربي للإنتاج الإعلامي» (طلال عواملة ـ الصورة) إلى الدراما الاجتماعيّة، وفي جعبته مسلسلا «دفاتر الطوفان»، و«بوابات الأمل». غير أن مدير إدارة الإنتاج في الشركة صلاح أبو هنود لا يحدد الفضائيّات التي ستعرض العمَلَين حتى إنجاز الخطة التسويقيّة. لكنه يؤكّد مرور النصَّين في مرحلة ما قبل الإنتاج كاملةً، وهما جاهزَان للبدء بالتنفيذ. وفي جعبة المركز للموسم المقبل أيضاً الدراما التاريخيّة «شجرة الدرّ» و«السند»، ثم الدراما التاريخيّة الحديثة «الملك فيصل بن الحسين» و«ثورة عبد الجليل» و«أيّام شرع الملك طلال»، والبدوية كـ«الخيل والرماح».