بعد فسخ عقدها مع «روتانا»، ها هي تتخطّى مشاكلها السابقة وتعود إلى الضوء في أغنية «بحبك» التي كتبها ولحّنها خطيبها مجد معوّض
هناء جلاد
عاد اسم ميسم نحّاس إلى التداول في سوق الإصدارات الفنية مع بدء الإذاعات ببثّ أغنيتها المنفردة «بحبك» (توزيع باسم رزق وتسجيل استوديو جو باروجيان). هذه الأغنية التي كتبها ولحّنها مجد معوّض، خطيب المغنية اللبنانية، «كانت الهدية التي طالما تمنى تقديمها لي لولا محاذير فرضتها سياسة «روتانا»»، تقول ميسم نحّاس. لكن ما هي هذه المحاذير؟ تجيب بصراحة «تضع الشركة السعودية «فيتو» على بعض الأسماء من ملحنين وشعراء وموزعين على اعتبار أنهم من خارج اللائحة المعتمدة في شبكة المتعاونين معها. لذا رفضت تبنّي «بحبك» رغم أنّ رغبة مجد كانت تنحصر في تقديم هذه الأغنية لي». وتؤكّد أن إلمام خطيبها بالموسيقى «لم يأت من فراغ، لأنه تلميذ سابق في الكونسرفاتوار وعازف غيتار ...».
احتكار «روتانا» قضى على عملي... والفنان ليس مصنوعاً من كريستال
ولعلّ هذه الأغنية كانت الردّ الأوضح على كل الشائعات التي جرى تداولها، ومفادها أنّ نحاس اعتزلت الغناء لمصلحة الحب والارتباط. لكنّ المغنية الشابة تؤكّد أنّ غيابها عن الساحة الفنية يأتي بسبب فسخ عقدها مع «روتانا»، «رغم أنّه بقي لي ألبوم في ذمة الشركة وفق شروط العقد الموقّع بيننا». وتضيف «اعتبرت أسلوب انفصالي عن «روتانا» ودّياً، واحترمت النجاحات التي حققناها معاً في «بونيتا» و«مهضوم» و«كذاب كبير»». أما العمل الأخير لنحاس مع الشركة، فكان «حبيب الروح»، الذي ترافق مع ظهور بوادر انتهاء العلاقة بين الطرفين. «الحصرية التي اعتمدتها «روتانا» قضت على العمل، لأنني أؤمن بتشعّب أذواق الجمهور من حيث اختياراته لمحطاته الفضائية المفضّلة. وبسبب الاحتكار، بات لا يشاهد أعمالي سوى شريحة صغيرة من محبّي القنوات الموسيقية، المنقسمين أيضاً على محطات عدة. هذا إضافة إلى أنهم طلبوا مني الانتظار لفترة طويلة كي ننتج عملاً جديداً بسبب الأزمة المالية الخانقة».
وبعدما أعلن المدير العام لـ«روتانا للصوتيات» سالم الهندي أن الشركة تخلّت عن العرض الحصري لإنتاجاتها على قنواتها الفضائية الخاصة، نفت نحاس أي شعور بالندم، بسبب ما لمسته من تمييز بين الفنانين في الشركة. تقول «لقد عزوا غياب كليباتي عن شاشتَي «المؤسسة اللبنانية للإرسال» وmbc إلى مشاكل عالقة بين «روتانا» وهاتين المحطتين، فيما كانت أعمال غيري فوق هذه الاعتبارات».
وعن تمكّن الفنان من الاستمرار في ظل الأزمة المالية وانحسار عدد الحفلات العامة، تجيب «عملنا أصبح عبارة عن غناء «لوكس»، لأنّ أسعار بطاقات الحفلات باتت باهظة ولا يمكن مختلف فئات الجمهور أن تحضرها. وهو ما يدفعنا إلى البحث عن أساليب جديدة في الترويج للغناء الحي من دون المساس بالمكانة التي وصلنا إليها». وتتابع أنّ «الساحة الفنيّة باتت جامدة اليوم، لم يبرز فيها أي اسم جديد، فيما اكتفى النجوم الحاليّون بالمرتبة التي بلغوها من دون أي محاولة لتجاوز أنفسهم».
وبعدما مرّت بظروف نفسية صعبة، أبرزها طلاقها، تؤكد نحاس أنها تخطّت هذه المرحلة بعدما ابتعدت فترة طويلة عن الإعلام. واكتشفت أنّ البشر صنفان: «أصحاب الضمير الحي، وآخرون دفنوا ضميرهم من أجل طموحاتهم ورغباتهم، من دون الأخذ في الاعتبار أن الفنان إنسان أولاً يحتاج إلى الحب الحقيقي كي يتمكن من تخطّي الأزمات، وتحديداً على الصعيد الشخصي، حيث يُفرض علينا أن نكون بلا قلب، كأننا صُنعنا من الخزف أو الكريستال».