بدأت الإذاعة الفرنسية الشهيرة بثّ شبكة برامجها الجديدة التي ستركّز على البرامج المباشرة والقضايا الاجتماعية في العالم العربي
ليال حداد
بعد عمّان ودمشق، وصلت ناهدة نكد ومعها ألان دو بوزياك إلى بيروت، لإطلاق شبكة البرامج الجديدة في إذاعة «مونتي كارلو الدولية». إذاً، خلعت المحطة الإذاعية الفرنسية الشهيرة ثوبها القديم، لترتدي آخر أكثر مواكبة للتطوّر الإعلامي والتكنولوجي، ضمن رحلة بحثها عن شريحة جديدة من المستمعين. خلال المؤتمر الصحافي الذي عقه أمس في نادي «ميتروبوليتان» (الأشرفية ـــــ بيروت) ، لم يخف رئيس «الإعلام الخارجي الفرنسي» ألان دو بوزياك سعادته بالبرمجة الجديدة، متمنياً أن تتمكّن الإذاعة من استقطاب الشباب، وألا تبقى «محطة الآباء والأجداد كما كانت الحال في السابق». وبهدف تحسين نوعية البرامج، كشف عن زيادة ميزانية الإعلام الفرنسي الموجّه إلى العالم العربي، بمعدّل عشرة ملايين يورو إضافية إلى ميزانية العام الماضي. وحاول دو بوزياك، الاستناد في كل معلوماته إلى مجموعة من الدراسات التي أظهرت رغبات الجمهور العربي، ونوعية البرامج والموسيقى التي يفضّل الاستماع إليها على الإذاعة. وقد كشفت هذه الدراسات أنّ وسائل الإعلام الفرنسية مهمة ومؤثرة في المجتمع العربي، وهو ما دفع دو بوزياك وجميع العاملين في «الإعلام الفرنسي الخارجي» إلى الاهتمام أكثر بالإعلام العربي. استناداً إلى كل المعطيات السابقة، بدأت إذاعة «مونتي كارلو الدولية» ببثّ شبكة برامجها الجديدة في التاسع عشر من الشهر الماضي. ولعلّ السمة الأساسية للشبكة الجديدة هي التركيز على البثّ المباشر في نشرات الأخبار والبرامج السياسية والترفيهية والاقتصادية...
هل تتمكّن فعلاً «مونتي كارلو الدولية» بصيغتها الجديدة، من اختراق المشهد الإذاعي في العالم العربي؟ وهل تصل إلى المواطن العربي الغارق في مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية؟ علامات استفهام عدة ترتسم حول الخطة الإعلامية الفرنسية المرسومة للعالم العربي، تجيب عنها رئيسة القسم العربي للوسائل السمعية البصرية الخارجية لفرنسا («فرانس 24» و«مونتي كارلو الدولية»)، ناهدة نكد، آملة أن ينجح تصوّرها الجديد للإعلام العربي.
«حملنا قيم المجتمع الفرنسي وطريقته في المعالجة الإعلامية إلى برامجنا في الإذاعة. وبالتالي سنركّز على الأخبار لكننّا أيضاً سنعطي أهمية كبيرة للمواضيع الثقافية والريبورتاجات وغيرها من المواضيع التي تمثّل ركيزة الإعلام الفرنسي»، تقول نكد لـ«الأخبار». وتَعِد مستمعي الإذاعة بتجديد لا يطال مستوى الخبر فحسب، بل طريقة تقديمه وإلقائه ومعالجته. وتكمل شارحةً أولوية أخبار المجتمع على أي خبر آخر، «مثلاً في موضوع حصار غزة، سنهتمّ اهتماماً أساسياً بتأثير هذا الحصار على الفلسطينيين، وكذلك الأمر في مختلف الملفات».

تنفي ناهدة نكد تدخّل النظام الفرنسي في عمل الإذاعة

ورغم الاتهامات التي سبق أن سيقت ضدّ الإعلام الرسمي الفرنسي في تعاطيه مع الملفات العربية، خصوصاً في ظلّ السطوة التي يحاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فرضها على الإعلام، تنفي ناهدة نكد أي تدخّل للنظام الفرنسي في طريقة معالجة مختلف المواضيع السياسية «لم يتصل بي يوماً أي مسؤول ليطلب مني تغيير خبر... وبالمناسبة، تجدين في الإعلام الرسمي الفرنسي نسبة جرأة أكبر من الذي تجدينه في الإعلام الخاص».
وتبدو الإعلامية اللبنانية واثقة من قدرة الإذاعة على استقطاب مستمعين في مختلف أنحاء العالم العربي «لدينا مستمعون في مصر وموريتانيا وسوريا والسودان ودول الخليج، إلى جانب لبنان طبعاً».
أما عن تلفزيون «فرانس 24» الموجه إلى العالم العربي فتؤكّد نكد أنّه بدأ العمل بخطة للوصول إلى 24 ساعة بثّ في مرحلة مقبلة لم تحدّدها.