بعدما فرضت نفسها بقوّة في القاهرة، تعود المغنية والممثلة إلى الدراما اللبنانية التي تأخذ عليها مواضيعها المحدودة وتشنّ حملة على شركات الإنتاج

هناء جلاد
بعد غياب عن الدراما اللبنانية، تطلّ نيكول سابا غداً على شاشة LBC في «الحب الممنوع». ترفض الغوص في تفاصيل المسلسل وتكتفي بالقول «أترك للجمهور حق اكتشاف دراما جميلة». إذاً، تعود المغنية الشابة إلى الدراما اللبنانية بعد تجربتَين في الدراما المصرية («عدّى النهار» و«عصابة بابا وماما») لتقارن العمل بين بيروت والقاهرة، «هناك تفاصيل لا تزال غير موجودة في لبنان، منها غياب استديوهات للتصوير. لا بدّ من توفير الحدّ الأدنى من التسهيلات، وخصوصاً أننا نبقى في التصوير 12 ساعة».
ولا تتردّد في تشخيص أسباب عدم انتشار الدراما اللبنانية، «تُعدّ المسلسلات اللبنانية متأخرة عن مثيلاتها العربية لأسباب تعود إلى المواضيع المطروحة التي تقتصر على مجتمع ضيّق، رغم توافر كتّاب ممتازين». وبالعودة إلى انطلاقتها الفنية مع فرقة «فور كاتس»، تقول إنّ التجربة لم تكن جدية، «بعد انفصالي عن الفرقة، دخلت مرحلة التجريب. لكن الخبرة أسعفتني لاحقاً بالإفادة من اسم الفرقة. كان ممكناً أن أبقى مجرّد فنانة معروفة، ولكنّ الجدية كانت في البحث عن هويتي الخاصة». الفرصة الحقيقية التي اقتنصتها سابا كانت فيلم «التجربة الدنماركية» مع عادل إمام: «أدخلني الشريط إلى القاهرة والفن السابع، ولم يكتف بتقديمي كأنثى جميلة، بل أجبرني على إبراز موهبتي التمثيلية». هكذا كان «التجربة الدنماركية» بوابتها إلى «هوليوود الشرق»، لتصبح نجمة من نجمات القاهرة، وتظهر لاحقاً في فيلم «1/8 دستة أشرار» مع خالد صالح وياسمين عبد العزيز. ويبدو أن أحلامها لا تقف هنا، إذ تطمح إلى العمل تحت إشراف المخرجَين شريف عرفة وخالد يوسف.
لكن هل تأثّر عملها في مصر بقرار نقيب الفنانين أشرف زكي الذي يفرض على الفنانين غير المصريين تقديم عمل واحد فقط في السنة داخل مصر؟ «لست من الطارئات على الساحة في مصر، واختياراتي لا تصبّ في إطار الكمية بقدر النوعية. لذا لم أشعر بأن هذا القرار يخصّني... بل وجدته منطقياً وفيه الكثير من العدالة في حق الفنانين المصريين».

تطمح إلى التعاون مع المخرجَين شريف عرفة وخالد يوسف

ورغم نجاحها في التمثيل، لا تزال سابا تولي أهمية لدورها كمغنية. وبعد صدور ألبومها الأول «يا شاغلني بيك»، كرّت سبحة الأغاني. «لم أكن أملك الخبرة الكافية مع ألبومي الأول، رغم أن كليب «يا شاغلني بيك» من إخراج نادين لبكي كان جميلاً. اليوم، تيقّنت من أهمية العمل ضمن فريق قادر على بلورة فكرة متكاملة من حيث الموضوع والكلمة واللحن والتوزيع وحتى الصورة». ولماذا تفضّل إصدار أغانٍ منفردة بدل الألبوم الكامل؟ «صحيح أنّ الألبوم الكامل يبقى أرشيفاً جيداً للفنان، لكن عصر المبيعات المرتفعة للـ«سي دي» انتهى. لذا اعتمدت خطة إطلاق الـ«سينغل» المصور في «بحبك أوي» و«عامل عملة»، و«طبعي كده» وأخيراً «فارس أحلامي»، إضافة إلى بعض أغاني الأفلام مثل «التوتو ني» من فيلم «قصة الحي الشعبي» التي أعدّها من الأغاني التي قرّبتني من الطبقة الشعبية في مصر».
وسيبدأ قريباًَ عرض فيديو كليب أغنيتها الأخيرة «فارس أحلامي»، التي عالجت فيها العلاقات الزوجية التي لا تكون مبنية على الحب. وتردّ على من اتهماها بالجرأة في تصوير كليباتها: «الجرأة عندي تبدأ من الموضوع لا من الملابس أو الرقص».
أخيراً، تتحدّث عن غيابها عن الحفلات في لبنان، فتفتح النار على شركات الإنتاج «نرى في ثلاث مناسبات متتالية الفنانين أنفسهم على اللوحات الإعلانية». وتضيف «الأغرب أنني شخصياً حاضرة في معظم الحفلات في بلد يضم 80 مليون نسمة، بينما لا مكان لي بين 4 ملايين لبناني»!