محمد عبد الرحمنيبدو أنّ الصراع بين «التلفزيون المصري» والقنوات المصرية الخاصة لن ينتهي قريباً. وقد جاء البيان الذي أعلن عن اتفاق الشراكة بين «ماسبيرو» والمنتج إسماعيل كتكت ليزيد من حدّة المعركة. إذ أعلن البيان أن التلفزيون سيكون شريكاً في إنتاج مسلسل «الملكة نازلي» الذي يبدأ تصويره الشهر المقبل، وهو من بطولة نادية الجندي، على أن يكون له حق العرض الحصري أرضياً وفضائياً داخل مصر. ويسمح الاتفاق لكتكت ببيع حق العرض الفضائي لقناة واحدة فضائية غير مصرية أي لا يتابعها المصريون بكثافة. هكذا سقط «الملكة نازلي» باكراً من حسابات قنوات مصرية خاصة مثل «الحياة»، و«دريم»، و«المحور»... ما يشير إلى حجم التوتّر بين «ماسبيرو» والتلفزيونات الخاصة. إذ للمرة الأولى تظهر تفاصيل عرض مسلسل قبل رمضان بفترة طويلة.
ولعلّ أبرز أوجه الصراع، تجلّت في توحّد القنوات الخاصة ضدّ «التلفزيون المصري» قبل أزمة عرض مباراتَي الجزائر ومصر المؤهلتَين إلى كأس العالم، في القاهرة وأم درمان (السودان). وقتها، حصل التلفزيون الرسمي على حق العرض منفرداً، ما دفع قنوات «دريم»، و«مودرن»، و«الحياة» إلى قطع بثّها طيلة فترة المباراة احتجاجاً على السياسات الاحتكارية التي يعتمدها وزير الإعلام المصري أنس الفقي.
إلا أنّ اتحاد القنوات الخاصة سرعان ما انهار، بعدما وافقت قناة «الحياة» على شراكة وقّعها وكيلها الإعلاني مع الوكيل الإعلاني لـ«التلفزيون المصري». علماً بأنّ هذه الشراكة تفرض التنسيق بين قنوات «الحياة» الأربع والقنوات الرسمية. وهو ما

سيشارك التلفزيون الرسمي في إنتاج المسلسل الذي يبدأ تصويره الشهر المقبل

اعتبرته باقي القنوات، وخصوصاً «دريم»، ضربة مباشرة ضدّ الاتحاد الذي كان متوقعاً أن يجمع القنوات الخاصة تحت لواء واحد يهدف إلى مواجهة مشروع الجهة التي يريد الفقي إطلاقها لتكون مرجعاً للفضائيات العربية. غير أن هذا الاتفاق بين «الحياة» و«ماسبيرو» سبقه صراع عنيف قبل رمضان الماضي عندما أطلق التلفزيون الحكومي شعاراً إعلانياً يقول «مفيش حصري كله على التلفزيون المصري». وهو ما استفزّ «الحياة»، وجعلها تتمسّك بعرض مسلسلات «ليالي» و«عصابة بابا وماما» و«عبودة ماركة مسجلة» على شاشتها هي فقط، وهو ما حصل بالفعل.
وفيما بات أكيداً أن الصراع بين القنوات الخاصة والتلفزيون الرسمي سيستمرّ في الأيام المقبلة وسيحمل عدداً من المفاجآت التي ستظهر قبل شهر رمضان المقبل، لا يخفي المراقبون ثقتهم بأن هذا الصراع سيقتصر على المواد الترفيهية، فنية كانت أم رياضية، من دون وجود رغبة حقيقية في المنافسة على المستوى الإخباري أو السياسي. كل هذا بهدف تفادي أي صدامات مع السلطة التي تشكو دوماً غياب قناة مصرية قادرة على منافسة فضائيتَي «الجزيرة» و«العربية» اللتين تمثّلان مصدر معلومات رئيساً بالنسبة إلى الجمهور المصري في ما يخصّ المواضيع السياسية والإخبارية.