strong> محمد عبد الرحمنفي وقت تخوّف المحلّلون من الاستغلال السياسي لانتصارات المنتخب المصري لكرة القدم، جاءت حفلة تكريم المنتخب في «استاد القاهرة» يوم الجمعة الماضي، لتؤكّد هذه المخاوف، حتى لو حصل ذلك من دون تعمّد مسبق من المنظّمين. تكرّرت في الفترة الأخيرة الانتقادات التي طالت ظهور جمال وعلاء نجلَي الرئيس المصري حسني مبارك، في كل المناسبات الرياضية المهمة ودعمهما الفريق الوطني بدءاً من حضورهما المباراة الأزمة في أم درمان (السودان) بين مصر والجزائر، وصولاً إلى المباراة النهائية في أنغولا. وقد ربط بعضهم بين هذا الدعم الرئاسي والرغبة في التقرب من الجماهير التي تحب كل من يحب منتخبها. هذا طبعاً إلى جانب محاولة ترسيخ صورة جمال مبارك لدى الجمهور كراعٍ للرياضة، علّه يتمكّن بها من تأكيد صورته كرئيس محتمل، قادر على الفوز بثقة الشعب.
ثمّ جاءت حفلة استاد القاهرة، التي أكّد منظموها أن ريعها يعود لضحايا السيول في جنوب مصر، حيث حرص نجلا مبارك على الحضور، رغم غياب معظم ممثلي الحكومة المصرية باستثناء المهتمين بالشأن الرياضي. وقد أرادا بذلك التأكيد عل أنّهما يشاركان في هذا الحدث كمواطنين مصريين وليس كمسؤولَين حكوميَين، وخصوصاً أن علاء مبارك شارك سابقاً في الحملة المصرية على الجزائر بصفته مواطناً، كما قال، وكان له حضور في مختلف البرامج التلفزيونية، وهو ما زاد من شعبيته لدى المصريين.
غير أن الاستغلال السياسي تجلّى مع بدء المغني عمرو دياب فقرته في الحفلة. إذ طلب من الجمهور أن يكرّر معه هتافاً واحداً ليس منتشراً بين مشجعي المنتخب المصري. وهذا الهتاف لم يظهر إلا أخيراً حين ردده جمال مبارك بعد فوز «الفراعنة» على غانا. ويقول مطلعه «زي ما قال الريّس... منتخب مصر كويس» ليردد أكثر من خمسين ألف شخص حضروا الحفلة، الهتاف نفسه.
وكان دياب قد قدّم ما لا يزيد عن عشر أغنيات على مدى ساعة واحدة فقط. وهو ما أثار ضده بعض الانتقادات بسبب عدم البقاء لفترة أطول كما يفعل في باقي الحفلات الخاصة. كما أن دياب رفض الحضور بين الجماهير في أرض الملعب. ما عكس صورة سلبية للحفلة، وفق ما قال المنتقدون الذين أكدوا أنّ ما حصل هو حفلة رسمية لا شعبية وهي بالمناسبة الأولى من نوعها رغم فوز المصريين ببطولات أخرى في السنوات السابقة.


«منتخب الساجدين»