تكرّم الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة الشاعر في مسرحة لـ «مرثية طائر القطا»، بمشاركة رفعت طربيه وأمين الباشا وسليمان بختي وإيفون الهاشم
سناء الخوري
على عتبة الثمانين، ما زال فؤاد رفقة (1930) يبحث في علامات الزمن الآخر، مفضلاً مساءلة الكينونة بعيداً عن الإعلام والتكريمات الرنانة. الشاعر الذي كان أحد رواد مجلة «شعر»، أنجز في برلين عام 2007 «تجربة خاطفة ـــــ مفاجئة» نشرها العام الماضي في كتاب بعنوان «مرثية طائر القطا ـــــ تجربة شعريّة» عن «دار نلسن». وهذه التجربة تحديداً هي محور الاحتفال الذي تشهده بيروت مساء الجمعة 12 شباط (فبراير) الحالي، تكريماً للشاعر، بمبادرة من «الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة» وبالاشتراك مع ناشره... الاحتفال يتمحور حول قراءة شعريّة مسرحيّة لتلك القصيدة، وسط رسوم أمين الباشا التي زيّنت الكتاب، وفي رؤية إخراجية لرفعت طربيه. سيقرأ الممثل اللبناني برفقة التشكيلي المعروف، مرثية «فاء» كاملةً، ترافقهما المغنيّة إيفون الهاشم وسليمان بختي صاحب «دار نلسن».
في «الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة» حيث درّس رفقة طويلاً، سيقترح طربيه إذاً قراءته الممسرحة التي تختفي خلف النص، وتنطلق من شخوصه. على امتداد 45 دقيقة، سيستعيد الجمهور حكاية شاعر اختفى مع المرأة التي تتلقّى رسائله. يبدأ كل شيء مع بطلة قصيدة رفقة إذ تدخل مخبأه، «آملة في العثور على أثر يكشف سر اختفائه، وبينما هي تقلب ركام أوراقه المبعثرة تحت الرطوبة، وقعت يدها على ورقة بالكاد مقروءة: «الويل لمن يختاره الشعر. عرفَت أنه لن يعود، فالأسفار إلى معابد الشعر أبداً ودائماً تنتهي في الحريق».سفر الغياب هذا كما كتبه رفقة، رسمه أمين الباشا حفنة غيوم، وشمساً، وثلاثة طيور، ووجه امرأة ومركب في يمّ. ووسط هذه الرسوم، ارتأى طربيه تقديم «رؤية بسيطة، تحترم شعريّة فؤاد رفقة ورهافة بنيته الشعريّة». ويشرح: «جمّدنا الحركة لمصلحة الشعر، وحاولنا أن نقترب من الخفر الذي يرشح من النص». على آلات نحاسيّة من التيبت، سيرتجل القارئون إيقاعات تستلهم «السكونيّة والصوفيّة في أشعار رفقة». في «مرثية طائر القطا» تلتقي قصيدة النثر، بفن القصّة، مستعيرة لغتها من المسرح، وشخوصها من الفلسفة والميثولوجيا. يهبط سقراط (أول الفلاسفة) وأورفيوس (أول الشعراء) على «فاء» في مركبه. «صوت

يحضر الحزن تيمة أثيرة وتجربة كيانيّة


ما الحقيقة: سقراط: ترى أنك لا ترى. أورفيوس: عاشقٌ في شفة الموت يغنّي للحبيبة. فاء: شاعر يحفر في الموج طريقه». وتجدر الإشارة إلى أن تيمة الحزن حاضرة بقوّة في الكتاب، مثلما هي حاضرة في «عودة المراكب» و«شاعر في رارون» الصادرين في العام الماضي أيضاً. والمعروف أن رفقة تشبّع بالشعر من مدرسة ريلكه، وهو المترجم الأول للشعر الألماني إلى العربيّة.هل يجد «فاء» سعادته في الشعر؟ كطائر القطا، يخوض الشاعر غمار رحلات لامتناهية، بحثاً عما يرويه... في نص المرثيّة، يتلاشى طيف الشاعر تدريجاً، حتّى يصرخ «أيها الشعر الإلهي أرحني»، قبل أن ينهي الكورس المأساة: «كان شاعراً فتخطّى الحدود إلى مناطق الآلهة، والويل لمن يتخطى هذه الحدود: أورفيوس، فاوست، هلدرلن، نيتشه».


6:30 مساء 12 شباط (فبراير) الحالي ـــ «مسرح أوروين هول»، الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة ـــــ للاستعلام: 01/786456