شدا عمر صارت «الحدث» على lbc. على طريقة زميلتها مي شدياق، قدّمت الإعلامية اللبنانية استقالتها من المحطّة مباشرة على الهواء، بسبب «فقدان الموضوعية وأصول المهنة وأخلاقياتها». ما الذي يجري في «المؤسسة اللبنانية للإرسال»؟ هل الصيغة التعاقدية الجديدة وراء هذا النزف؟ رفيق دربها يجيب ويتّهم
باسم الحكيم
قدّمت الإعلاميّة شدا عمر استقالتها من LBC مباشرة على الهواء، يوم السبت، خلال الفترة الصباحيّة، في ختام برنامج «نهاركم سعيد» الذي كانت تقدّمه. فعلت تماماً مثل زميلتها مي شدياق، بعد عام على استقالة الأخيرة. هل قامت بخطوة استباقيّة قبل أن تبادر الإدارة إلى الاستغناء عن خدماتها، وتقترح عليها «تعاقداً» جديداً؟ أم هو الشعور بعدم الأمان بعد عمليات الصرف الجماعي التي شملت عدداً من الكوادر، وخصوصاً «القواتيين»، وقيل إنّها ستستمرّ حتى شباط (فبراير) الحالي؟ وما صحّة ما يقال عن أن الاستقالة تأتي بإيعاز من زوجها، المدير السابق للأخبار والبرامج السياسيّة في الفضائيّة اللبنانيّة، مروان المتني؟
في ختام حوارها مع النائب عقاب صقر، ظهر السبت، أعلنت شدا استقالتها، بحجّة «فقدان المحطة موضوعيتها وأصول المهنة وأخلاقياتها». وشرحت أن مسيرتها المهنيّة في القناة بدأت في شباط (فبراير) 1997 لكنّها تنتهي اليوم، واعدةً بلقاء قريب «في غير مكان». فوجئ عقاب صقر، وانبرى بنبرته الرسوليّة يحاول رأب الصدع... لكنّ الإعلاميّة بدت حاسمة في إجابتها «لا معالجة ممكنة. إنّها صفحة جديدة تفتح في حياتي المهنيّة».
سألنا شدا عمر عن دوافع هذه الخطوة، لكنّها فضّلت عدم التوسّع في شرح الخلفيّات، واكتفت بالقول إنّها ستصدر بياناً اليوم، بعد اجتماعها مع وزير الإعلام طارق متري، الذي اتصل بها مستوضحاً سبب الاستقالة.
لكن ماذا عن الطريقة «الاستعراضية» في تقديم الاستقالات؟ مصدر مقرّب من إدارة lbc يرى أنها «عقدة النجوميّة»: لقد «فتحت مي شدياق الباب أمام موضة جديدة في الاستقالات، في إطار تراجيدي، مباشرة على الهواء، بدلاً من الالتزام بالأطر الرسمية والمشروعة، ومنح الإدارة مهلة إنذار». إلّا أنّ مروان المتني يرى أنّ «من حقّ الإعلامي أن يستقيل على الهواء... لأن علاقته هي مع الجمهور، ومن حقّه إلقاء تحيّة الوداع عليه». ويعزو استقالة زوجته إلى فقدان المحطة موضوعيتها وتعاطيها غير المهني مع إعلامييها، وخصوصاً في ما يتعلّق بالصيغة التعاقدية الجديدة: «بعض بنود الاقتراح الذي قدمته المحطة لشدا، وأشرفت عليه رنده الضاهر، لا يليق بخادمة في منزل»، التشبيه للمتني الذي ينسب هذا الكلام إلى أحد النافذين في lbc.
ولدى سؤال مدير الأخبار والبرامج السياسية في المحطّة جورج غانم عن الأمر، يردّ: «لا أعطي القضية أكبر من حجمها. لستُ مهتماً أساساً بما يجري».
وفيما التزمت إدارة lbc الصمت وتحاشت الردّ على أسئلتنا، اختار مروان المتني أن يفتح النار، متهماً المحطّة التي عمل فيها سنوات، قبل أن يستقيل خلال موجة التصفيات الأخيرة، بأنها تطالب العاملين فيها بالالتزام بسياستها لا بالموضوعيّة، معتبراً أن «سياسة المحطة لم تعد واضحة في الأشهر الستة الأخيرة، ولا أفهم موقفها الوطني والإقليمي والعربي... كما أنها لا تراعي أصول المهنة وأخلاقياتها». ويتهم المتني «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بتغييب الحوار بينها وبين كوادرها، و«بتصرفات غير معتادة، مثل إيقاف برنامج شدا «أنت والحدث»، وتوقيف راتبها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فضلاً عن التراخي وغياب الهيكلية والمرجعيّة». ويرفض وصف استقالة رفيقة دربه بأنها نوع من تصفية الحسابات مع الإدارة: «لولا غياب الأطر الإدارية السليمة، وغياب الموضوعيّة بحدّها الأدنى، وتعدّد الأزمات... لما استقالت».

مروان المتني يتحدّث عن تكتلات حول رنده وشقيقتيها رولا ويارا، ثمّ مارسيل وجورج ودوللي

ويرفض المتني الاتهام الموجّه إلى شدا بأنها مصابة بعقدة النجوميّة، «شدا تسلّمت التغطيات خلال عدوان تموز، يوم انكفأ بعضهم عن أداء دوره المهني، وقبلها ليلة استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ثم ليلة التفجير الذي تعرضت له مي شدياق». ويضيف: «هي كانت أول من أدخل lbc إلى أروقة الأمم المتحدة والمؤتمرات الدولية».
ويستغل المتني المناسبة ليشنّ هجومه على من يسمّيهم «المصابين الفعليين بعقدة النجوميّة... رولا سعد هي التي تعاني من عقدة النجوميّة، وبيار الضاهر يدرك ذلك جيداً». ويسأل: «كيف لصاحبة شركة إنتاج أن تتحوّل إلى نجمة «ستار أكاديمي»؟». ثم ينتقد ما سمّاه تكتّلات في lbc قوامها رنده وشقيقتاها رولا ويارا، ثم مارسيل وجورج ودوللي. ويسأل: «هل يتعامل جورج مع مارسيل ودوللي كرئيس ومرؤوس أم كشقيق مع شقيقه وزوج مع زوجته؟ وهل تتسلّم رنده الضاهر مسؤوليتها بسبب كفاءتها أم لكونها زوجة بيار الضاهر؟». ويرى المتني، المعروف بكونه مقرّباً من «القوات»، أنّ المحطة «فقدت توازنها حين قررت استعمال شاشتها لتصفية حسابات لها خلفيّات قانونيّة»، في إشارة إلى الصراع القضائي الدائر بين بيار الضاهر وسمير جعجع على ملكية المحطّة.


القرار المؤجّل

لم تقل شدا عمر إنها ستطوي صفحة في ظهورها الأخير في «نهاركم سعيد»، بل أكدت أنها ستفتح صفحة جديدة في حياتها المهنيّة. ورغم أنّ من المبكر تحديد الشاشة التي تطلّ عبرها، وخصوصاً أنها على وشك وضع مولودها في غضون شهرين، يبدو «الجديد» متحمّساً لاستعادتها. هي التي انطلقت عبر شاشته قبل انتقالها إلى lbc الفضائيّة. كذلك دعاها نديم المنلا، المشرف على قناة «أخبار المستقبل»، للانضمام إلى فريق عمل المحطة الإخباريّة، إضافة إلى تواصل جدي مع Mtv و«أبو ظبي» و«الجزيرة». ويرجّح أن ظهورها سيكون عبر برنامج من إنتاج شركة خاصّة يعدّ زوجها مروان المتني (الصورة) لإطلاقها قريباً.