دبي ـــ عثمان تزغارتلمناسبة مرور سنة على إطلاقه، أقام تلفزيون «المشرق» احتفالاً في دبي، كشف خلاله عن خطة تطوير تتضمّن تصميماً فنياً جديداً. ويهدف هذا الأخير إلى منح القناة هوية بصرية شباببة، بوصفها تلفزيوناً موجّهاً إلى الشباب العربي، ويصنعه طاقم من الإعلاميّين الشباب المهتمين بالثقافة الرقمية والتقنيات الحديثة.
وعلى صعيد المضمون، تتضمن الخطة شبكة برامج جديدة. وقد تُرجم ذلك مثلاً عبر إفساح مجال غير مسبوق في الإعلام المرئي العربي للسينما المثقّفة، أو «سينما المؤلف» الأوروبية والعربية، والابتعاد تماماً عن الترفيه الهوليوودي. إذ تقدّم القناة أفلاماً سينمائية غير مدبلجة من مختلف الدول، تُبثّ بلغاتها الأصلية مع ترجمة مكتوبة. ولتنمية ذوق سينمائي مختلف، أُدرج ضمن البرامج الثلاثة الرئيسة للقناة برنامج سينمائي أسبوعي يُعدُّ من أوروبا ومن مختلف العواصم العربية بعنوان «فيلمك».
بدورها تحظى الموسيقى الشبابية بحصّة بارزة على المحطة، من خلال برنامج غنائي أسبوعي بعنوان «هارموني»، فضلاً عن فقرات أخرى منوّعة تضم حفلات غنائية مباشرة وفقرات خاصة بالـ«نايت كلابينغ».
وفي نقاش مع الإعلاميين الحاضرين في الحفلة، اعترض مالك القناة ومديرها غسان عبود، على تصنيف «المشرق» تلفزيوناً ترفيهيّاً، وقال إن الطابع الشبابي لا يعني السطحية أو الترفيه الرخيص. وأضاف إن شبكة البرامج التي تستعد القناة لإطلاقها ستُفرِد حيزاً للثقافة والفن، من خلال برنامجَين أساسيَّين: الأول «مونولوج» وهو برنامج ثقافي منوع وتفاعلي يقدّمه مدير برامج القناة، محمد مشيش. والثاني حواري يُبث مباشرةً، ويحمل عنوان «زاوية حادة». ويتخذ هذا الأخير شكل سهرة خاصة تناقش موضوعاً أو ملفّاً معيّناً، من خلال بث شريط وثائقي مطوّل (40 دقيقة) يليه نقاش في استوديوهات القناة في دبي، تديره الإعلامية الجزائرية آمال شابة. وتتخلّل النقاش مداخلات لعدد من الضيوف عبر الأقمار الصناعية، من مختلف العواصم المعنيّة بالملف موضوع النقاش. وفي جزئه الثالث يُفسح البرنامج المجال لاتصالات المشاهدين ومداخلاتهم عبر الهاتف. وقد ناقش هذا البرنامج في حلقته الأولى التي بُثّت الأسبوع الماضي موضوع الزواج المدني في لبنان، وفي عدد آخر من الدول العربية، ذات التركيبة الدينية والعرقية المتعددة.
والمفاجأة هي أن برنامج «أكاديميّة الزعيم»، الذي يشرف عليه النجم عادل إمام، ويُعنى باكتشاف المواهب الشابة وتنميتها في مجال التمثيل السينمائي والمسرحي، قد ينتقل إلى هذه المحطة، بعدما كان متوقعاً عرضه على شاشة «اللورد».
على صعيد الدراما، تسعى القناة إلى كسر رتابة المسلسلات العربية والتركية الطاغية على الشاشات العربية، هكذا ستنتج مسلسلات درامية يتولى تأليفها وإخراجها فنانون شباب، كما أنها تعمل على تنمية ذائقة دراميّة مختلفة، عبر عرض مسلسلات أوروبية مميّزة. وقد بدأت هذا الشهر مثلاً، ببث مسلسل «كورليوني» الإيطالي، المقتبس عن رائعة كوبولا «العرّاب».
وتخطط القناة لإطلاق قطاع أخبار يراهن بدوره على الطابع الشبابي المتشبّع بالثقافة الرقمية. وقد شُرع في ترجمة ذلك من خلال برنامج إخباري أسبوعي بعنوان «شارع الصحافة» (تقديم الجزائرية آمال شابة أيضاً). وتطمح القناة إلى إطلاق نشرة أخبار يومية، بدءاً من الشهر المقبل، في صيغة مغايرة لما هو دارج في الإعلام المرئي التقليدي.