باسم الحكيمبعد صراع طويل مع المرض، رحل رئيس مجلس إدارة «صوت لبنان» سيمون الخازن عن عمر 68 عاماً (مواليد 1942)، عند الحادية عشرة والربع من صباح أمس. كرّس الخازن حياته لخدمة الإعلام، لكنه لم يكن بعيداً عن أجواء السياسة، إذ ظل ناشطاً في حزب «الكتائب اللبنانيّة». براحة ضمير، أكد أنّه قام بدوره في الإذاعة على أكمل وجه، هو الذي قال خلال لقاء أقيم في مناسبة مرور 30 عاماً على انطلاقة «صوت لبنان»، «إننا انتقلنا إلى وسيلة إعلاميّة، السياسة فيها في خدمة الإعلام. ونَعدّ أنفسنا مؤسّسة مستقلّة، يخضع هامش حريّتها للتشاور مع المناخ السياسي في إطار بعض الثوابت، وهي: الطائف، وحدة لبنان، العيش المشترك والرأي والرأي الآخر».
بـ«ألم وغصة» نقلت «صوت لبنان» الخبر إلى مستمعيها، ونعته بالقول إنّه «أرسى شبكة أمان للمستمع، جمع فيها قوة الكلمة واستقواء الحقيقة على ما عداها... ووحّد الكلمة في زمن الانقسامات، وعقلن الإعلام في زمن الانفلات، وأنسن الخبر في وقت كثرت فيه الادعاءات».
هكذا أيضاً تبدو زميلته الإذاعية وردة زامل حزينة. تحدّثك كيف «حارب وناضل من أجل بقاء الإذاعة، حين قامت الدنيا ولم تقعد على الإذاعات الخاصة»، موضحة أنّه «لا يمكنك أن ترتاح معه ولا أن تستقيل من مهمّاتك، بل تظل في حركة مستمرة، تعيش معارك مستمرة من أجل الوطن والإذاعة وقناعاته. كما رفض تجيير الإذاعة لمصلحة أيّ حزب أو فئة، بل ظل وفياً للحقيقة والمهنيّة والموضوعيّة حتى آخر لحظة». وتضيف: «استطاع أن ينتصر في كل معاركه، لكنه لم يتمكن من هزم المرض». أما قَسَمُ وردة في وداع سيمون، الذي انطلق على رأس الإذاعة عام 1988، فهو بأن «تبقى الإذاعة منبراً للموضوعية والمهنية، كما عهدتها، وأن أكمل وزملائي الرسالة التي وضعتها على عاتقنا». وسيصلّى على راحة نفس الخازن في الثالثة من بعد ظهر غد في «كنيسة مار جريس» (وسط بيروت)، ويوارى في الثرى في مدافن العائلة في مسقط رأسه في غدير.