وفيما حوّر بعض الشباب أغنية محمد منير «شدي القلوع يا مراكبي... مفيش رجوع يا مراكبي» إلى «مفيش رجوع يا برادعي» خلال استقبالهم صاحب «نوبل» في المطار، تعامل الإعلام المكتوب مع البرادعي باعتباره مرشحاً حقيقياً للرئاسة. هكذا، انحازت جريدة «الدستور» له، رغم أن الرجل لم يُعلن ترشيح نفسه للانتخابات، بل طالب بتغيير الدستور الذي يسمح لمرشح الحزب الوطني فقط بالوصول بسهولة إلى القصر الجمهوري. في هذا الوقت، حاولت الصحف الخاصة الالتزام بالتغطية المحايدة، ومعها بعض الصحف الحزبية، وإن تعامل بعضها ببرودة مع البرادعي. أما الصحف الحكومية، فلم تشنّ هجوماً مباشراً على البرادعي، على عكس ما حدث حين أطلق تصريحاته الأولى بإمكان دخول السباق وفق شروط محددة. هكذا، تعلّم صحافيو الحكومة الدرس، ولعبوا على مخاطبة قرائهم من باب أن البرادعي شخصية محترمة لكنه لا يصلح للرئاسة لأسباب عديدة، أبرزها ابتعاده الطويل عن الساحة المصرية. وتلك المعطيات كانت سبباً في شنّ مناصري البرادعي هجوماً حاداً على الإعلامية منى الشاذلي، على عكس ما حدث مع عمرو أديب. بعدما نجحا في استضافة الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ركّزت الشاذلي في أسئلتها على ترداد كلام المشككين
منى الشاذلي أسكتت مناصري صاحب «نوبل»... وعمرو أديب مع الناس
وخلال حلقة عمرو أديب، أدى أحمد موسى، الصحافي في جريدة «الأهرام»، الذي يشارك في تقديم بعض حلقات «القاهرة اليوم» على «أوربت»، دور ممثل الحكومة، فيما تولّى أديب الكلام بلسان الناس. وهو الأمر الذي أخذ اللقاء إلى برّ الأمان، وخصوصاً أن «أوربت» تتمتع بهامش حرية أكبر لكونها قناةً مشفرة. أضف إلى ذلك العلاقة القوية بين عائلة أديب وعائلة حسني مبارك، ما يتيح لعمرو أديب استضافة شخصية مثل البرادعي تنتقد النظام الحاكم من دون أن يُتّهم أديب بأنه معارض لهذا
النظام.