ليال حدادوأخيراً، تحقّقت أمنية روبرت مردوخ... وها هو يدخل العالم العربي على صهوة «روتانا» (راجع «الأخبار» عدد ٧ أيلول/ سبتمبر و٧ كانون الأول/ ديسمبر ٢٠٠٩). الخبر أكّده رسمياً الوليد بن طلال، خلال مؤتمر أقامه أمس في مكاتب «المملكة القابضة» في الرياض، وحضرته الإعلامية المصرية هالة سرحان ورئيس «روتانا للصوتيات والمرئيات» سالم الهندي ورئيس قنوات الشركة بيار الضاهر. هناك، أعلن الملياردير السعودي أنّ شركة الإعلام العملاقة «نيوز كورب»، التي يملكها روبرت مردوخ، اشترت 9.09 في المئة (70 مليون دولار أميركي) من أسهم «روتانا» في «صفقة هي الأكبر لـ«نيوز كورب» في الشرق الأوسط»، على حدّ توصيف صحيفة «فايننشل تايمز».
هكذا، صار حوت الإعلام الأوسترالي مساهماً في الشركة السعودية، مع احتمال زيادة حجم استثماره بعد 18 شهراً، لتبلغ حصّته 18.18 في المئة... وبذلك، كان مردوخ سبّاقاً في دخول سوق جديدة قد تعوّض النمو البطيء التي تشهده الأسواق العالمية الأوروبية والأميركية جرّاء الأزمة المالية، علماً بأنّ حجم خسائر مردوخ بلغ العام الماضي حوالى 3،4 مليارات دولار... فهل ينطبق الأمر على مآزق «روتانا» المعروفة؟ الوليد مصرّ على نفي الأزمة المالية التي تمرّ بها شركته، إذ ذهب خلال المؤتمر إلى اعتبار أنّ «هذه الشراكة تتخطّى الشقّ المادي، ونأمل أن تستفيد «روتانا» من خبرة «نيوز كورب» في مجال التلفزيون وصناعة الأفلام والتكنولوجيا والنيو ميديا».

يأمل الوليد تغيير صورة العرب في إمبراطورية مردوخ الإعلامية

وتأكيداً لأهمية السوق العربية بالنسبة إلى «نيوز كورب»، جاء في بيان جايمس روبرت مردوخ أنّ «الدخول إلى هذه المنطقة حيوي بالنسبة إلى الشركة، لأنها تشهد نمواً في ناتجها المحلي». لكن كيف «سيسبح» روبرت مردوخ في هذه السوق «المعادِية»، هو المعروف بمواقفه السياسية المناهضة للعرب ويملك شبكة «فوكس» الإخبارية المعروفة بقربها من المحافظين الجدد؟ على هذا السؤال، ردّ الوليد بن طلال بأنّه يأمل أن تؤدّي هذه الشراكة إلى تغيير صورة العرب في الإمبراطورية الإعلامية التي يملكها مردوخ. وأكّد أنّ «معاداة العرب حالة أميركية عامة، وسنقوم بما في وسعنا بغية تصحيح لهجتها (للشبكة)».
ولعلّ الساحة الحقيقية لترجمة هذه الشراكة ستكون في كلّ من lbc SAT و«روتانا خليجية»، بما أن إنتاج البرامج محصور في هاتَين القناتَين، علماً بأنّ الوليد يملك الحصة الأكبر من «أل.بي.سي الفضائية» (89% من الأسهم).
وعلى رغم أنّ الشراكة الجديدة نالت حصّة الأسد من حديث الأمير السعودي، إلا أنّ هذا الأخير ردّ على بعض الأسئلة التي ظلّت معلّقة لفترة طويلة، بينها مصير مكتب lbc في السعودية المُغلق منذ قضية «المجاهر بالمعصية» الشهيرة، فاكتفى الأمير بالتذكير بولاء المحطّة للمملكة. والمعلوم أنّ الأمير السعودي يملك 7 في المئة من أسهم «نيوز كورب»، أي ما يوازي 56 مليون سهم من «الفئة ب»، وهو ما يجعله أكبر مساهم في الشركة بعد عائلة مردوخ.