المطربة المجاهدة من أجل أغنية عربيّة راقية، تلتقي جمهورها هذا الويك إند، في فضاء اقترن بالعصر الذهبي للثقافة اللبنانيّة... البرنامج يختصر مسيرتها الغنيّة: من الروائع الشعبية والتراثية إلى ألحانها لنصوص من الأدب المعاصر، عربيّاً وعالميّاً
بشير صفير
بدأ «مسرح بيروت» يستعيد مكانته على الساحة الفنيّة البيروتية شيئاً فشيئاً. على ما يبدو، ما زال هذا الصرح العريق يحتاج إلى مزيد من الحركة لإحياء ذكراه الجميلة، بعدما كان رأس حربة قبل سنوات قليلة. المسرح المُعاد افتتاحه أخيراً بعد سنوات من الغياب، يستضيف جاهدة وهبه لتقديم أمسيتَين طربيّتَين السبت والأحد، أرادتهما الفنانة اللبنانية مساهمة منها في هذا الاتجاه.
تعود جاهدة وهبه في هذه الإطلالة إلى اهتماماتها القديمة في أداء كلاسيكيات مصرية (ومشرقية)، من طرب وروائع غنائية شعبية وتراثية قديمة. من جهة أخرى، ترصد فسحة لأغنيتها الخاصة، الحديثة نسبياً. ونقصد تجربتها في تلحين وأداء نصوص وقصائد لأدباء وشعراء محليّين وعرب وغربيّين، وقد ورد معظمها في ألبومها «كَتَبْتَني» الذي صدر منذ أكثر من سنتين. كذلك يُضاف إلى هاتين الفئتين بعضٌ من جديدها، ويتمثل في أعمال لم يسمعها الجمهور من قبل.
هكذا يصبح برنامج السهرتين عبارة عن مروحةٍ تطال مسيرة وهبه بكل مراحلها تقريباً. من الكلاسيكيات، تؤدي المطربة اللبنانية «طلعت يا محلا نورها» لسيّد درويش، و«جفنه علّم الغزل» لمحمد عبد الوهاب، و«أهواك» لعبد الحليم حافظ، وغيرها... أما من ريبرتوارها الخاص الذي يقوم على تجربتها في التلحين خلال السنوات الأخيرة، فاختارت وهبه للأمسيتين المرتقبتين «لا تلتفت إلى الوراء» (نص معرَّب لصاحب «نوبل» للآداب، الألماني غونتر غراس)، و«أنجبتني» (قصيدة لأحلام مستغانمي ـــــ الكاتبة الجزائرية شريكة وهبه في المشروع الأدبي الموسيقي «نسيان.com»)، و«فليتك تحلو» و«الحياة مريرة» (شعر أبو فراس الحمداني). كذلك تقدّم ألحاناً جديدة، لقصيدتين، الأولى للشاعر اللبناني طلال حيدر، والثانية للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (يشاركها إلقاءً الشاعر غسان جواد). هذا إضافة إلى «حوّل يا غنّام» من التراث البدويّ ومقتطفات من الفولكلور الفلسطيني.

أغنيتان جديدتان من ألحانها، قصيدة لطلال حيدر، وأخرى للراحل محمود درويش

وفي ما يخصّ الفرقة الموسيقية، تتعاون وهبه مع أسماء طالما عملت معها في السنوات الأخيرة (لناحية التوزيع الموسيقي والأداء أو المرافقة)، ولا سيما عازف الكمان الشهير كلود شلهوب، إلى جانب: غسان سحاب (قانون)، وأحمد الخطيب (إيقاعات)، وآرمان كيتشك على البيانو. من جهة ثانية، نشير إلى كورال الفيحاء (بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان) الذي يشارك ضيف شرف في هذا الحدث الفني. هكذا يواكب الأعضاء الـ45 في الكورال اللبناني المطربة جاهدة وهبه في أداء بعض المحطات من البرنامج، وذلك دون مرافقة موسيقية (a capella). من هنا، قد يكون التوزيع الموسيقي الصوتي لافتاً وجميلاً، إذا وُظّفت قدرات الكورال في هذا الاتجاه، بمعنى اللجوء إلى بولوفونية صوتية حيث أمكن ذلك، على غرار الكثير من الفرق التي تعتمد هذا الأسلوب في العالم، وتقدّم توليفاً غنائياً لأعمالٍ أوركسترالية أو غيرها، مع الحفاظ على بنيتها الهارمونية الأصلية.
غير أن وهبه، مع الكورال أو مع الفرقة الموسيقية، ستستعين بطاقتها الصوتية القويّة، لتعبّر من جهة عن عدم حاجتها إلى الميكروفون (وخصوصاً أنّ حجم صالة «مسرح بيروت» يتيح ذلك)، وكي تضفي شيئاً من الحميمية على جو السهرة.

8:30 مساء السبت والأحد ـــــ «مسرح بيروت» (عين المريسة) ـــــ للاستعلام: 01/363328 أو 71/370994


بين المحكية والفصحى

إلى جانب سلسلة إقامة حفلات بين أبو ظبي وتونس وألمانيا، تشارك جاهدة وهبه في آذار (مارس) المقبل، في حفلة تكريميّة للشاعر طلال حيدر في مناسبة إطلاق ديوانه الجديد من بعلبك. كما تحتفي وهبه أيضاً بالشاعرة إتيل عدنان من خلال تلحين وإنشاد بعض قصائدها، وذلك في إطار تكريم عدنان الذي يستضيفه «مسرح المدينة» في أيار (مايو) المقبل. في هذا الوقت، تستعدّ وهبه لإطلالتها الثانية في مهرجان فاس المغربي، وتضع اللمسات الأخيرة على ألبوميها الغنائيين الجديدين. الألبوم الأوّل يتضمنّ أغانٍ بالمحكيّة اللبنانيّة، في حين يضمّ الثاني قصائد لمحمود درويش، وأدونيس، وأنسي الحاج، والأخطل الصغير، وسعاد الصباح، وأحمد رامي، ومن ألحانها