باسم الحكيمصفحة أخرى من صفحات الفن اللبناني الأصيل انطوت برحيل الموسيقار شفيق أبو شقرا (1923). هو أحد رواد اللحن والموسيقى على مدى ستة عقود. عاصر الكبار وترك بصمات فنيّة واضحة مع ألحان كثيرة، قدّر عددها في حوار معه بـ1400 لحن، بين موسيقى وأغنيات كتبها كبار الشعراء أمثال أسعد سابا ومارون نصر وأسعد السبعلي وفؤاد شعبان، وغنّتها صباح، نجاح سلام، نازك، نصري شمس الدين، زكيّة حمدان، سعاد هاشم وهدى سلطان. لكن تُعدّ تجربته مع نور الهدى هي الأغنى، إذ صرح بأن «نجاحي وروحي وقلبي مع هذه المطربة الرائعة التي رافقتها لمدة 15 سنة»، وسافرا معاً في أكثر من رحلة فنية إلى أكثر من دولة عربيّة وغربيّة، وهي غنت له: «خبرني بقلبك»، «لاقونا عالصبحيّة»، «سمعتك بتقوللي بحبك»، «كل مرّة» و«دروب الحب». هو أحد أساتذة المطربة الراحلة فايزة أحمد وأستاذ في الكونسرفاتوار الوطني اللبناني، وحرص على أن يفتح أبواب بيته في وجه أصحاب المواهب الفنيّة الشابة.
تمنى أبو شقرا لو تتبنى إحدى شركات الإنتاج أغنياته وأغنيات كبار الملحنين اللبنانيين أمثال عفيف رضوان وحسن غندور، وتوزيعها في ألبومات «ليتاح للجيل الجديد التعرف على أغنياتنا». كُرِّم مرات عدة في حياته، ومنحه الرئيس الياس الهراوي وسام الاستحقاق اللبناني عام 1994.