لا لـ«حماس» ولا لجورج غالاوي ولا ليوسف القرضاوي... ذلك هو عنوان الحملة الإعلامية التي انطلقت على خلفية أحداث قافلة «شريان الحياة 3»
محمد عبد الرحمن
«القضية قوية لكن المحامي ليس في المستوى» هكذا وصف السياسي المصري المعروف مصطفى الفقي دفاع الإعلام المصري عن موقف الحكومة في ما يتعلق بأزمة قافلة «شريان الحياة 3» وقبلها بناء جدار فولاذي لضمان عدم حفر أي أنفاق تربط بين قطاع غزة والأراضي المصرية. لكن طوال يوم الأربعاء الماضي، لم يلتفت الإعلام المصري الحكومي والخاص إلى اتّهامات الفقي ونجح في حشد الرأي العام المصري ضد حركة «حماس»، مستغلاً حادثة استشهاد الجندي أحمد شعبان خلال المصادمات بين الأمن المصري والمتظاهرين الفلسطينيين. للمرة الأولى، يشاهد المصريون جثمان الجندي خلال النزول به من برج المراقبة في مشهد مؤثر تكرر عشرات المرات على القنوات المصرية. هكذا، علّق خيري رمضان مذيع برنامج «البيت بيتك» كأنّه يستمع لأصوات بعض المشاهدين في المنازل بأنّه يجب على المصريين الغضب بسبب مقتل الجندي بغض النظر عن التعتيم الإعلامي الذي يحصل في حوادث قتل مماثلة ارتكبها الإسرائيليون إزاء المصريين على الحدود. هكذا، انهالت التبرّعات على عائلة الجندي وأشقائه. فيما ملأ المحللون السياسيّون الشاشات حيث تفرّغوا للدفاع عن الموقف المصري وإعلان الغضب العارم تجاه ما حدث من جانب الناشطين بقيادة النائب البريطاني جورج غالاوي أو من الشباب المناصر لـ«حماس» الذي قتل الجندي ورشق زملاءه بالحجارة. وتوجهت أصابع الاتهام المصرية إلى الشيخ يوسف القرضاوي صاحب فتوى تحريم بناء الجدار الفولاذي لأنه أعطى الإذن من دون قصد للفلسطيني الذي أطلق الرصاص على شقيقه المصري. وطالب بعض المتحدثين بعدم استقبال القرضاوي في مصر، وهو ما تكرر مع جورج غالاوي. إذ خرجت أصوات مطالبة بوضعه على قائمة الشخصيات غير المرغوب
بها.

ركّزت المحطّات على مقتل الجندي
وركز الجميع أنّه لا يصح أن يُطلب من مصر فقط التساهل، فيما كل المتحدثين عن حصار مصر لغزة لا يستطيعون مثلاً توجيه أي انتقادات داخل سوريا أو الأردن لأنّ الأنظمة هناك لا تسمح بخروج تلك الأصوات عكس النظام المصري صاحب البال الطويل الذي أوشك على النفاد «بسبب تصرفات «حماس» ورفضها توقيع ورقة المصالحة والتوتر المستمر على الحدود مع مصر». وأكّد المتحدّثون أنّ كل العمليات الإرهابيّة التي وقعت خلال السنوات الخمس الأخيرة في مصر كان منفذوها من القطاع حتى لو لم ينتموا إلى حركة المقاومة الإسلامية. كما ركّزوا على أنّ معبر رفح يفتح دوماً في الحالات الإنسانية بل إنّه مفتوح منذ خمسة أيام بالفعل. وأضافوا أنّ غلق الأنفاق مع فتح المعابر قانونياً هو الحل، موجّهين رسائل مباشرة لـ«حماس» بضرورة التوقف عن الترويج بأنّ مصر تحاصر غزة. وخرج بعض المحللين السياسيين مطالبين «حماس» بعدم الانصياع للتوجيهات الإيرانية مؤكدين أنّ ما يحدث على الشريط الحدودي ليس بناءً لجدار فولاذي بل إنشاءات هندسية تهدف إلى السيطرة على الأنفاق. وقالوا إنّ إسرائيل نفسها أعلنت عن خبر بناء الجدار كي تستفيد من التوتر بين العرب، هي التي كانت تمهد لترحيل أهل القطاع إلى سيناء.