انطلقت التحضيرات باكراً لرمضان 2010 في الجزائر. بعد مقاطعة الأعمال المصرية، يواجه الإنتاج المحلي جملة عقبات لعلّ أبرزها مقصّ الرقيب والمشاكل المالية
الجزائر ــ سعيد خطيبي
باكراً، انطلقت هذه السنة تحضيرات برامج رمضان في الجزائر... ومعها، بدأت أيضاً المشاكل والخلافات بين إدارة «التلفزيون الجزائري» من جهة، ومدراء شركات الإنتاج الخاصة من جهة أخرى.
أولى المفاجآت جاءت مع الإعلان عن توقيف المسلسل الفكاهي «جمعي فاميلي» للمخرج جعفر قاسم. منذ رمضان 2008، اعتاد المشاهد الجزائري على هذا العمل الذي حقّق أهم نجاحات «التلفزيون الجزائري» لجهة الاستقطاب الجماهيري. ويعتبر المسلسل امتداداً لتجربة «ناس ملاح سيتي» وهو المسلسل الذي بدأه جعفر قاسم عام 2002.
لكنّ المسلسل لم يتوقّف فعلاً. القصّة أنّ الجزء الثالث من «جمعي فاميلي» سيكون فيلماً تلفزيونياً، يبدأ تصويره في شهر آذار (مارس) المقبل. أما أبطال الشريط فهم الأسماء الكوميدية نفسها التي مثّلت في الجزءين الأول والثاني. وأبرزهم صالح أوفروت، سميرة صحراوي، بشرى عقبي...
لم يكشف جعفر قاسم (المساهم أيضاً في إنتاج المسلسل) عن سبب توقيف «جمعي فاميلي». بينما تشير مصادر إلى أنّ المخرج نفسه سيخرج الفيلم التاريخي «العقيد لطفي». لكنّ مصادر أخرى تتحدّث عن تراكم مشاكل قاسم مع إدارة «التلفزيون الجزائري»، وخصوصاً المشاكل المادية. وفي هذا الإطار، تحكي المنتجة والمخرجة باية الهاشمي، صاحبة مسلسل «القلادة» (2009): «سئمت من اتصالات الممثلين اليومية ومطالبتهم بحقوقهم المادية». واتهمت الهاشمي التلفزيون بالتنصل من مسؤوليته وعدم دفع مستحقات المنتجين. لذلك، قررت عدم العودة إلى التعامل معه قبل تسوية الملفات المادية العالقة. وتضيف: «صرنا كالشحاذين ونحن نطالب بحقوقنا».
على عكس باية الهاشمي، كشف المنتج والمخرج لخضر بوخرص عن انطلاق تصوير الجزء الثالث من المسلسل الفكاهي الرمضاني «عمارة الحاج لخضر» قبل نهاية الشهر الحالي. وقد كتب بعض أجزاء السيناريو الروائي عبد الله شريط. وصرّح بوخرص أن بعض حلقات العمل ستدور حول موضوع المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، وخصوصاً الشباب.

لمين مرباح قرر مقاطعة «التلفزيون الجزائري» بعد «المجزرة» التي تعرّض لها مسلسله

أما المخرج والمنتج لمين مرباح، فقد قرر مقاطعة «التلفزيون الجزائري» نهائياً. وخصوصاً بعد «المجزرة» التي حصلت لمسلسله «دارنا القديمة». إذ تعرضت بعض أجزائه إلى مقصّ الرقيب. من جهته، قرّر مراد خان الشروع في تصوير الحلقات الأولى من «الكاميرا الخفية» مطلع الشهر المقبل، متأمّلاً أن يقدِّم التلفزيون الداعم المادي اللازم لاستكمال التصوير.
يُذكر أنّه سنوياً تدور في الجزائر، جملة من النقاشات الإعلامية حول مضمون الشبكة الرمضانية التلفزيونية، وخصوصاً في شقّها الكوميدي. لكن في النهاية، وبعد كل هذه النقاشات، يكتشف المشاهد أنّ إدارة «التلفزيون الجزائري» لا تركِّز إلا على دعم الإنتاجات الأجنبية، وخصوصاً الدراما السورية. وفي رمضان 2010، يُتوقّع أن تكتسح هذه الدراما المشهد الجزائري مستفيدةً من حالة المقاطعة الجزائرية المعلنة ضد الإنتاجات المصرية، بعد واقعة الخرطوم الشهيرة.