strong>محمد رضا محمدي نجات شكّل «مهرجان السينما الإيرانية الثالث في بيروت» الذي اختتم السبت الماضي، نافذة للإطلال على بعض الأفلام الإيرانية المهمة والجديدة بالنسبة إلى الجمهور اللبناني، وإن كانت غير جديدة على صعيد الإنتاج الإيراني. شخصيات سياسية وثقافية وفنية، من منتجين ومخرجين، وممثلين، ومهتمين، تحلقوا في افتتاح التظاهرة التي تنظمها «المستشارية الثقافيّة الإيرانيّة» و«مركز بيروت الدولي للإنتاج والتوزيع الفني» و«قناة المنار» و«الجمعيّة اللبنانيّة للفنون».
خلال خمسة أيام، عرضت ثمانية أعمال كان أوّلها شريط إبراهيم حاتمي كيا «باسم الأب» الذي يلخص تجربة أحد أبرز السينمائيين الإيرانيين. يحكي الشريط قصّة شابة ينفجر بها لغم في منطقة كانت مسرحاً للحرب العراقيّة الإيرانيّة. كما عُرض لحاتمي كيا شريط «الموج الميت» إلى جانب «صبغة الله» لمجيد مجيدي الذي يروي قصّة طفل مكفوف. كذلك، عُرض فيلم «ولادة فراشة» لمجتبى راعي، ويتناول ثلاث قصص إنسانيّة متشابكة، و«دموع البرد» لعزيز الله حميد نجاد الذي يروي مهمة جنود يفككون الألغام بمساعدة راعية، و«الاختيار» لنادر مقدس الذي يحكي قصّة مغتربة إيرانيّة تعود إلى بلادها من كندا، و«كيس الأرز» لمحمد طالبي الذي يرصد رحلة طفل وعجوز تائهين في شوارع طهران، و«ذكرى» لفريدون حسن بور عن يتيم يكتشف مكان والديه فجأة...
يعد إبراهيم حاتمي كيا من أبرز المخرجين الإيرانيين، ويتميّز أسلوبه الخاص بمعالجة قضايا إنسانية تتعلق بالثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية. وقد بدأ حاتمي كيا بإخراج الأفلام منذ أكثر من ربع قرن وفي جعبته أكثر من 14 عملاً من بينها: «الهوية»، و«الراصد»، و«مهاجر»، و«باسم الأب»، و«على لون الأرجوان»...

حضر حاتمي كيا، أحد أبرز السينمائيين الإيرانيين

أثار «باسم الأب» جدلاً بين المخرج الذي كان حاضراً في المهرجان والجمهور. جدل تناول قدرة السينما الإيرانية على مخاطبة الخارج، وناقش رسالة الفيلم ومدى احتوائه على انتقادات لقيم الثورة، وطريقة معالجته الحرب العراقيّة ـــــ الايرانيّة. وسئل المخرج عما إن كان يروّج لنظرة خاطئة إلى الحرب وآثارها وتداعياتها ودور الأجيال اللاحقة فيها. وبعد نقاش وأخذ ورد، تبيّن أن الترجمة السيئة للفيلم هي أحد الأسباب وراء عدم إيصال الفكرة بمضمونها الصحيح إلى المشاهد العربي! علماً بأن شدّة الإقبال اللبناني على مشاهدة الأفلام الإيرانية، واستحسان الجمهور البيروتي للمضامين العالمية التي حملتها الأفلام الايرانية المعروضة، أبرز ضرورة الاهتمام أكثر بالأفلام الإيرانية وترجمتها أو دبلجتها إلى اللغة العربية، وتنظيم المهرجانات بشكل أكثر احترافيّة واستخدام أشرطة سينمائية (35 ملليمتراً) كي تتمكن من إظهار جماليات الإخراج السينمائي.