زياد عبد اللهأضف إلى «ثمانية ونصف» (1963) لفيدريكو فيلليني نصف فيلم، تحصلْ على «تسعة»، فيلم روب مارشال الذي نزل أخيراً إلى الصالات اللبنانيّة... في Nine، عمل مارشال الغنائي، رجل وثماني نساء، يستعيد معهم السينمائي الأميركي ما حققه في شريطه الشهير «شيكاغو». في الفيلم الجديد، يستعين مارشال بخشبات برودواي التي احتضنت عام 1982 مسرحيّة مستوحاة من شريط فيلليني، واقتبسها مايكل تولكن وأنطوني مينغيلا. استعادة مارشال لـ«ثمانية ونصف» لا تستدعي أي مقارنة، إذ إنّ «تسعة» يتخذ من شريط المعلّم الايطالي (1920ـــــ1993)، هيكلاً عاماً لبنيته الغنائية، ثمّ يترك الأمر للوحات الراقصة. المخرج غيدو انسلمي الذي جسّده مارشيللو ماستروياني إلى جانب كلوديا كاردينالي في شريط فدريكو فيلليني، يتحوّل إلى غيدو كونتيني في نسخة مارشال، يجسّده دانيال داي لويس. نحن نتحدث عن فيلم أتوبيوغرافي بامتياز، مع انحياز مارشال التام إلى الترفيه. جماليات الاستعراض لن تقارب موسيقى نينو روتا، أو رؤى فيلليني وهو ينجز واحداً من أهم أفلامه، مجاوراً الفن والحياة في حلقة من ذكريات طفولته وأحلام اليقظة.

Nine استعراض هوليوودي مستوحى من رائعة المعلّم الإيطالي

أول ما يطالبنا به شريط مارشال، أن ننسى حساسية فيلليني، والاستسلام فقط لطيفه الذي يحوم في أرجاء الفيلم مع كثير من البهارات الهوليوودية. يعاني المخرج غيدو ـــــ بطل الفيلم وصنو فيلليني ـــــ جفافاً إبداعياً يمنعه من كتابة سيناريو فيلمه المرتقب «إيطاليا». هنا، تطفو على السطح وجوه نساء حياته: ستحضر الزوجة (ماريون كوتيار)، والعشيقة كارلا (بنيلوبي كروز)، والملهمة كلوديا (نيكول كيدمان) في شخصيّة أقرب إلى أنيتا إيكبيرغ في La Dolce Vita (1960)، ومصممة الأزياء وأمينة أسراره ليلي (جودي دنش)، والصحافية ستيفاني (كيت هادسون)، وأمّه (صوفيا لورين)، وصولاً إلى ساراغينا الشهيرة (ستايسي فرغسن).
أولئك النجمات سيتناوبن على الغناء والرقص في إبهار استعراضيّ هائل، كأنهنّ يدعوننا إلى احتفالية غنائية أو كما تنشد ساراغينا «كن إيطالياً، عش يومك كما لو أنّه يومك الأخير».


«سينما سيتي» (01/899993)، «أمبير دون» (01/792123)، «بلانيت أبراج» (01/292192)، «بلانيت طرابلس» (06/442471)