بعدما «حاصرته» الشاشات المصريّة، ها هو يُطلّ على تلفزيون «دبي» في برنامج «مجدّدون» الذي يعدّ الأول من نوعه في العالم العربي. الداعية الإسلامي الشهير ما زال يستقطب الشباب
محمد عبد الرحمن
تمثّل عودة عمرو خالد إلى الشاشة من جديد، دليلاً على أنّه ما زال قادراً على الصمود، رغم ابتعاده عن الشاشات المصرية، وما زال قادراً أيضاً على ابتكار أفكار برامجية جديدة تجعله محطّ الأنظار، رغم ما يقال عن تراجع نجومية الداعية الإسلامي الأشهر في العالم العربي.
قبل شهور، تردد بقوة أنّ عمرو خالد ممنوع من الظهور على الشاشات المصرية العامة والخاصة. هذا القرار غير الرسمي جاء إثر عرض حلقة عن فرعون موسى ضمن برنامجه الأخير«قصص القرآن»(راجع المقال ص 19) أثارت الجدل على موقعه الإلكتروني. وفيما رفض خالد التعليق على الموضوع، جاء انفراد قناة «دبي» بعرض الموسم الأول من برنامجه الأحدث «مجددون» ليبرهن خبر إبعاد الداعية الشهير عن مصر بصورة غير مباشرة. إذ اعتادت قناة «المحور» الخاصة عرض برامجه في السنوات الثلاث الأخيرة، ومعها «الرسالة» و«أبو ظبي» وقناة «فور شباب» أيضاً. لكن هذه المرة، يكتفي خالد بالحصرية على شاشة «دبي» كي يتفرّغ لمهمّة جذب الجمهور العربي والمصري.
لا شك في أنّ مضمون البرنامج الجديد مبتكر، وخصوصاً بالنسبة إلى مشاهدي البرامج الدينية في العالم العربي. هنا، يتخلّى عمرو خالد للمرة الأولى عن موقع الداعية، ليكتفي بإدارة الحوار والتنافس بين 16 شاباً وفتاة من سبع دول عربية اجتمعوا للمشاركة في تنفيذ المهمات التي سيطلبها منهم فريق البرنامج. و«مجددون» يُعَدّ أول برنامج من تلفزيون واقع REAL TV، مستمدّ حقاً من البيئة العربية كما يقول الداعية الشهير.
كان واضحاً حرص خالد على تنوّع الجنسيات في برنامجه كي تمثّل عرب آسيا وأفريقيا، إضافة إلى اختيار فتيات محجّبات، لكن ذات حجاب عصري! علماً بأنّ الداعية المصري اشتهر بدعوته إلى ارتداء هذا النوع من الحجاب بعيداً عن الخمار أو النقاب الذي يثار الجدل حوله حالياً في القاهرة. وقد اختار خالد أربعة مشتركين من مصر، وثلاثة من الأردن، واثنين من الجزائر، واثنين من السعودية، ومشتركاً واحداً من كل من سوريا ولبنان والسودان والبحرين واليمن.

يستخدم خالد الأدوات التقنية نفسها التي يستخدمها «ستاراك» لكن مع اختلاف المضمون

يعمل المشتركون في مهنٍ مختلفة، مثل السينما والمحاماة والطب والتجارة. وقد ركّز مخرج البرنامج محمد بازيد على تصوير وثائقي للمواقع المتعددة التي زارها فريق العمل كي يمنح البرنامج قيمةً فنيةً تضاف إلى القيمة التنموية والدينية التي يهدف إليها صنّاعه. علماً بأنّ عمرو خالد كان من أوّل مَن اهتمّ بأن يعطي للبرنامج الديني الوهج نفسه الذي تتمتع به باقي برامج التلفزيون.
ووفق بيان صادر عن تلفزيون «دبي»، فإنّ المشتركين سيسافرون إلى لبنان والأردن ومصر والسودان وإنكلترا لتنفيذ المهمات المطلوبة منهم، بهدف تحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات. لذلك، يلتقي خالد بالمشتركين في أول كلّ مهمة ويحدّثهم عن قضية الحلقة. بعدها، يُقسَّم المتسابقون إلى فريقَين، ويُطلب من كل فريق تنفيذ مهمة مبتكرة تعالج قضية الحلقة خلال ثلاثة أيام.
وفي نهاية اليوم الثالث، يدخل المشتركون الغرفة المغلقة، ويلتقون مجدداً بعمرو خالد ومستشاريه الذين رافقوا المتسابقين خلال المهمة، بهدف مناقشة أدائهم ونجاحهم أو إخفاقهم والصراعات التي عاشوها. كل هذا ضمن أجواء من التوتر والقلق التي تؤدي عن ترجيح كفة فريق للفوز. إذ يغادر الفريق الخاسر البرنامج في موسمه الأول الذي يتضمن 14 حلقة. وتتناول هذه الحلقات 13 مهمة مختلفة لأهم القضايا التي تعوّق التنمية في البلدان العربية، ليحصل مشترك واحد على 100 ألف يورو لاستثمارها في مشروع يرتبط بالنهضة والتنمية.
وقد أطلق عمرو خالد موقعاً مستقلاً للبرنامج، في إشارة إلى رغبته بمنافسة أبرز برامج تلفزيون الواقع، وخصوصاً «ستار أكاديمي». إذ يستخدم خالد الأدوات التقنية نفسها التي يستخدمها «ستاراك» لكن مع اختلاف المضمون طبعاً. ويراهن الداعية الشهير على رغبة الشباب العربي بالتعايش، في ردّ يعدّه إيجابياً على ولعهم بنجوم «ستار أكاديمي» وغيره من البرامج.
ورغم أن الترويج للبرنامج يعلن أن الحلقات الحالية هي الموسم الأول، إلا أن إطلاق موسم ثانٍ سيكون مرهوناً بكل تأكيد بنسب المشاهدة على شاشة «دبي». كل ذلك في ظلّ توقعات بدخول شاشات أخرى مجال المنافسة في حال نجاح «مجدّدون» في جذب الانتباه. ولعل خالد يعود من جديد إلى الشاشات المصرية في المواسم المقبلة، ولا سيّما أن علاقته بالجهات الرسمية في مصر تميّزت دوماً بالتوتّر الذي غالباً ما يليه تسامح، من دون أن يكشف الطرفان عن سرّ هذه العلاقة الملتبسة.

كل جمعة 20:30 بتوقيت بيروت على «دبي»
http://www.mujaddidun.com


لنجدة هايتي

اعتاد عمرو خالد حضور المناسبات التي يغيب عنها الدعاة العرب، فيما يغيب عندما يكونون! إذ أطلق الداعية المصري على موقعه الإلكتروني بياناً لمساندة ضحايا زلزال هايتي، مؤكداً أن «المسؤولية الخيرية عند المسلمين يجب ألا تسير فقط في اتجاه قضايا المسلمين، بل تجاه قضايا الإنسان، كل الإنسان في أي مكان في الأرض مهما كان دينه أو جنسه أو لونه ومهما كان بعيداً أو قريباً على الكرة الارضية». فيما غاب صوت عمرو خالد عن المشاركة في أي قضايا ذات طابع سياسي، مثل أزمة بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع غزة، أو أحداث الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط في مصر التي حصلت أخيراً في مدينة نجع حمادي المصرية وأودت بحياة ستّة أقباط وشرطي مسلم.