جاءت هزيمة الجزائر أمام مالاوي في كأس الأمم الأفريقية، لتفتح الباب مجدداً أمام حرب الفيديو التي اندلعت على «يوتيوب» منذ واقعة الخرطوم
محمد عبد الرحمن
كما كان متوقّعاً، انتشرت مجدداً شرائط الفيديو المثيرة للجدل التي تتناول التنافس الرياضي العربي. ويأتي ذلك بعد فترة هدوء أعقبت أزمة مباراة مصر والجزائر الشهيرة التي جرت في الخرطوم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. يومها، لعب موقع «يوتيوب» دوراً أساسياً في تعزيز مشاعر الكراهية بين المصريين والجزائريين من خلال «شحن» الجماهير المتعصبة لفريقي «الفراعنة» و«الخضر» بكل المداخلات والكلمات التي تؤجج الصراع بين الشعبين. هكذا، جاءت هزيمة الجزائر أخيراً بثلاثية نظيفة في مباراتها الأولى أمام مالاوي في كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في أنغولا، لتفتح الباب مجدداً أمام حرب الفيديوهات عبر الـ«يوتيوب». وهنا، اتجهت الأنظار كلّها إلى الإعلامي المصري عمرو أديب صاحب العبارة الشهيرة «يا رب نكّد على الجزائريين» التي أطلقها قبل مباراة
الخرطوم.
لكن أديب الذي تعرض يومها لهجوم عنيف خالف التوقعات واستخدم أسلوباً ساخراً في التعليق على خسارة الجزائر أمام مالاوي. وبينما يعرف الجميع أن غالبية الشارع المصري ترقّب هزيمة الجزائر بسبب انتهاء الأزمة بين البلدين من دون حلول سياسية أو شعبية، خرج أديب على الهواء مباشرة في برنامج «القاهرة اليوم» ليقول مبتسماً إنّ الشارع المصري كان حزيناً على ما حدث لـ«الخضر» أمام مالاوي، مستخدماً مفردات الحزن والصدمة. لكنّ ملامح وجهه كانت تقول العكس تماماً، وهو ما أكدته ضحكات زملائه في الاستديو. وكررت مجموعة من الشباب المصري الموقف نفسه عندما أطلقوا فيديو على «يوتيوب» يتلو فيه خمسة منهم بياناً يؤكدون فيه حزنهم على هزيمة الجزائر قبل أن تنطلق أغنية شعبية يرقصون عليها فرحاً! وبينما كان المصريون ينتظرون مَن يندد بتلك التصرفات حرصاً على الروح العربية الواحدة، أكد المحلل الرياضي التونسي طارق ذياب أنّ تلك الروح لن تعود بسهولة.

«الجزيرة الرياضية» راحت تغازل الجمهور المصري عبر بثّ الأغنيات الوطنية
بعد يومين من هزيمة الجزائر، رفض ذياب مقولة زميله المصري نادر السيد في الاستديو التحليلي لقناة «الجزيرة» التي قال فيها إنّ الشعب العربي سعيد بفوز مصر على نيجيريا. إلا أنّ ذياب كذّب مقولة السيد وأكد أن عرب شمال أفريقيا لن يكونوا سعداء بانتصار مصر، فالقومية العربية المفقودة في غزة والعراق، لن تتحقق مع كرة القدم بعدما ماتت برحيل عبد الناصر وفق اللاعب التونسي السابق. ثم سرعان ما حاول ذياب تخفيف حدّة الهجوم عليه عبر الإشادة بالمنتخب المصري مضيفاً أنّه عبّر فقط عن رأيه بالقومية العربية. فيما فاجأت «الجزيرة الرياضية» الجمهور المصري ببث أغنيات وطنية بعد فوز «الفراعنة» على نيجيريا ومن بعدها على الموزمبيق لتؤكد من جديد مغازلتها الشارع بغض النظر عن رأيها بالنظام المصري. غير أن الفيديوهات المثير للجدل لم تكن الوحيدة التي حققت الانتشار بالتزامن مع فعاليات البطولة الأفريقية. إذ حظيت الحملة الدعائية لشركة «كوكا كولا» التي حملت عنوان «راعي المشجع المصري» باهتمام جماهيري. وقد ابتكرت الشركة في الموسم الثاني من الحملة، تسميات جديدة للجمهور المصري الذي يتابع مباريات «الفراعنة» بشغف كبير. وبينما بدأت الحملة قبل عامين بعبارات من نوع «العصبيين بيشجعوا مصر» و«المتفاءلين بيشجعوا مصر»، وصلت إلى «الرغايين بيشجعوا مصر» و«المستفزين بيشجعوا مصر» مع مقاطع تمثيلية خفيفة الظل.