انطلق تصوير مسلسَلي «سيناريو» لإيلي حبيب و«زمن لا يرحم الأبرياء» لكارولين ميلان، في ظلّ مشاكل تعيق تطوّر هذا القطاع، أولاها علاقة شركات الإنتاج بالمحطّات المحليّة
باسم الحكيم
تعيش الساحة الدراميّة اللبنانيّة حاليّاً حركة ناشطة، وخصوصاً بعد دخول معظم الشاشات المحلّية المنافسة. وإن راوحت المسلسلات المنتَجة بين الجيد والأقل جودةً والسيّئ. زحمة ممثلين وفنيّين إذاً، تشهدها مختلف مواقع التصوير، لإنجاز مسلسلات تتنوّع مواضيعها بين الاجتماعي والتشويقي والكوميدي... علماً بأنّ العاملين في مجال الدراما التلفزيونيّة في لبنان لا يعتمدون صيغة الحلقات الثلاثينيّة السائدة بين مصر وسوريا والخليج، إذ إنّ معظم ما يُنتج لا يزيد عدد حلقاته عن الـ 26حلقة. كما يتّجه بعض الكتّاب إلى تقديم قصصهم في ثلاث أو أربع حلقات، وبعضهم في ساعة تلفزيونيّة واحدة.
وقد بات معروفاً، أنّ جميع إنتاجات «فونيكس بيكتشر إنترناشونال» تجد طريقها إلى العرض على شاشة LBC، بينما توزّع «مروى غروب» أعمالها بين LBC وMTV، وتعرض «رؤى للإنتاج» أعمالها على «المستقبل». وإذا كانت طبيعة التعامل الحالي بين شركات الإنتاج والشاشات المحليّة، اختلفت عن الماضي ولم تعد الشركات مجرد منتج منّفذ، فإن المأزق الذي تعانيه بعض الجهات المنتجة، يتمثّل في تسليمها المسلسل كاملاً إلى المحطة، بينما تؤجل الأخيرة الدفع من دون أن تحدد موعداً واضحاً لذلك.
هذا الأمر ينطبق مثلاً، على مسلسل «بدل عن ضايع» في تلفزيون «المستقبل»، إذ سلّمت «رؤى للإنتاج» العمل كاملاً من دون أن تتقاضى المبلغ المتفق عليه. كما تعاقدت المحطة مع الشركة نفسها على مسلسل «أشرقت الشمس»... ورَقياً فقط، وهو الأمر الذي يؤجِّل تنفيذه حتى إشعار آخر.
وبعيداً عن الشركات المنتجة التي تعرف طريق أعمالها الدراميّة قبل الانتهاء من التنفيذ بمدة كافية وأحياناً قبل البدء بتنفيذها، تواصل جهتان منتجتان تنفيذ عمليهما، وتنتظران الانتهاء منهما قبل تسويقهما. والعملان هما «سيناريو» للمخرج إيلي ف. حبيب وهو من إنتاج شركته Green. أما العمل الثاني، فهو «زمن لا يرحم الأبرياء» للمخرجة كارولين ميلان، وتنتجه شركة City Art التي يملكها إبراهيم المصري ونبيل المصري وجهاد إبراهيم.
لا شك في أن في هذه الخطوة تُعدّ ضرباً من الشجاعة، لأن أكثر من عمل نام في أدراج الشركة المنتِجة بعد الانتهاء من تنفيذه كما حدث مع سيتكوم «أوتيل باراديسو» الذي أنتجته «سيدر أوف أريبيا»، ثم مع مسلسل «أوتيل الأفراح» مع شركة «رؤى للإنتاج».
إذاً، يُشغل المخرج إيلي حبيب منذ أسابيع بتصوير مسلسله الجديد «سيناريو» الذي كتبه علي مطر. ويؤكد حبيب أن العمل يحمل مواصفات إنتاجيّة، تخوّله دخول السوق العربيّة. وقصة العمل اجتماعية سياسية، تجمع بين عمار شلق وكارول الحاج ويوسف حداد وبياريت قطريب وعلي منيمنة وختام اللحام ونقولا دانيال وفاطمة صفا (في دور وزيرة الطاقة) وجيسيكا نصّار ومجموعة من الممثلين في 12 حلقة تلفزيونيّة. ويتناول العمل قصّة روائي يعكف على كتابة قصّة عن وزيرة يُخطَّط لاغتيالها بسبب إعادة إحيائها لمشروع نهر الليطاني. ثم يفاجَأ بأن ما يكتبه في قصته، يتحقّق على أرض الواقع.
وفي وقت تبدأ فيه كارولين ميلان تنفيذ مسلسل «بلا ذاكرة» للكاتب شكري أنيس فاخوري في آذار (مارس) المقبل، تستكمل حاليّاً تصوير عملها الدرامي «زمن لا يرحم الأبرياء». ويمثِّل المسلسل الذي يقع في 26 ساعة دراميّة منفصلة، أولى تجارب علي

يتناول «زمن لا يرحم الأبرياء» الخيانة الزوجية وسرطان الثدي و... «الكذبة البيضاء»

معصراني مع الكتابة الدراميّة. وتتمحور حلقاته حول قضايا المرأة في العالم العربي، وكيفية مواجهتها لمشاكل من واقع الحياة من بينها: «جسد يسكنه الموت» حول سرطان الثدي، وهو من بطولة دارين حمزة وكارلوس عازار وروزي الخولي ووليد العلايلي وألين لحود ومنى كريم. إضافةً إلى حلقة أخرى بعنوان «الكذب الأبيض» عن الزوجة الثانية في حياة أحد الرجال مع تقلا شمعون ووليد العلايلي. ثم «قلب داليا» عن امرأة تضع مولودة مصابة بمرض في قلبها، فيتركها زوجها. إلى جانب حلقات تتناول الخيانة الزوجية ومدى تقبّل المجتمع الشرقي لخيانة الرجل لزوجته. وتؤكّد المخرجة أن «الجهة المنتجة لا تنتج عملها على حساب أيّ محطة تلفزيونيّة. وفي مخططها نشر اللهجة اللبنانية وإيصال الممثل اللبناني إلى كل منزل عربي». وترى أن «الشركة تأخذ هنا دور الدولة».
كذلك تصوّر ميلان مطلع الأسبوع المقبل المسلسل الكوميدي «باب الفرج» من كتابة وبطولة كميل أسمر (بطل برامج المقالب وآخرها «نجوم الظهر» على «الجديد») وبمشاركة نوال كامل وسهى قيقانو وآلان الزغبي، وإنتاج CC Prod.
هكذا، تتحمّس بعض الجهات الإنتاجيّة وتقرر أن تنتج أعمالاً بتمويل ذاتي، على أن تبيع مسلسلاتها بعد إنجازها بالكامل، وهي الصيغة الطبيعيّة. إنما هل تشجِّع شاشاتنا هذه الصيغة لتكريسها أكثر مستقبلاً، أم أن مصير هذه الأعمال سيكون أدراج الشركات التي أنتجتها؟.


في انتظار التمويل

«ضحايا الماضي» و«فارس الأحلام» عملان دراميّان يُتوقع عرضهما على شاشة LBC. وقد انتهى مونتاج وميكساج «ضحايا الماضي» كتابة كلود أبو حيدر وإخراج طوني فرج الله منذ أسابيع، ولم تَبُتّ المحطة حتى اليوم مصيره. أما «فارس الأحلام» كتابة منى طايع وإخراج جورج شلهوب، فينتظر الإجراءات الرسميّة ليجد طريقه إلى العرض. وقد سلّمت الجهة المنتجة 15 حلقة منه إلى LBC، وهي تواجه مشكلة تمويل في تصوير 11 حلقة إضافيّة، وخصوصاً أنها لم تقبض أي مبلغ مالي من المحطة يمكِّنها من إكمال العمل. هل يكون مصير العمل الأخير مشابهاً لما يحصل مع «أشرقت الشمس»؟