دمشق ـــ خليل صويلح
توثيق أحوال السجناء الفلسطينيين في المعتقلات
من جهته، يشتغل تيسير بركات (1959) على الخشب كمادة أساسية في أعماله، فهي مزيج من النحت النافر والحرق على الخشب الممزوج ببرادة الحديد. التشكيلي المقيم في مخيم جباليا عند تخوم غزة، يسعى هنا إلى توثيق أحوال السجناء الفلسطينيين في المعتقلات، عبر تجهيز يستثمر الوثيقة لإيصال بريده البصري. رسائل المعتقلين إلى ذويهم المرفقة مع الأعمال تختزل جحيم الفلسطيني في ظل الاحتلال. هكذا قرأ بركات آلاف الرسائل لينجز مشروعه هذا الذي استمر في الإعداد له ثلاث سنوات. نقرأ يوميات المعتقلين ونقارنها بالمجاز الذي اقترحه هذا التشكيلي، مجاز الخشب والنار ومحاولة إطفاء الحريق الملتهب في الأرض المحاصرة. يكتب بركات هواجسه على شكل فانتازيا شعرية مثقلة بالجنون والعبث «لا اسم لي ولا شكل، يمكن أن تجدوني ميتاً في نفق على الحدود المصرية، أو متسوّلاً في أحد شوارع نواكشوط، أو حاوية قمامة في مخيم جباليا، أو كيس أسمنت في أبو ديس. أنا جدار ينتظر الهدم، أنا علبة صفيح». نخرج من هذه المناخات بكمية إضافية من الأسى، لنتوقف مرةً أخرى أمام حواجز سليمان منصور، ربما لنكتشف عن كثب معنى الانتظار أمام نقطة تفتيش إسرائيلية.


حتى10 شباط (فبراير) ــــ «صالة رفيا»، دمشق: 00963113310803