خيّم شبح الأزمة المالية العالمية على المهرجانات الفنية التي يقيمها عدد من دول الخليج في هذا الوقت من السنة. في ظلّ غياب المنافسة، بقيت الكويت وحيدةً و... ربحت!
ربيع فران
منذ سنوات، خصّصت بعض الدول العربية، وخصوصاً الخليجية، شهر شباط (فبراير) للتسوّق والمهرجانات الفنيّة. لكن شباط هذا العام يبدو مختلفاً في ظلّ الأزمات الاقتصادية التي أنهكت دول الخليج وأرخت بظلالها على المنطقة. هذا الوضع لا ينطبق على الكويت التي ستقطف وحدها ثمرة هذا الشهر في ظلّ غياب المنافسة. وما سهّل المهمّة، هو انسحاب «روتانا» من تنظيم المهرجانات بعد النكسة المالية التي أصابتها وأبعدتها عن مصاريف المهرجانات الكبيرة.
هكذا يبدو الوضع هذا العام مختلفاً عمّا كان عليه في السنة الماضية. إذ أفادت الكويت العام الماضي من خبرة الشركة السعودية وعلاقاتها في مهرجان «ليالي فبراير»، الذي كان مهرجاناً يتيماً في الخليج بعدما ألغت باقي الدول فعالياتها الفنية تضامناً مع غزة.
هكذا، لن تدخل الشركة السعودية هذه السنة صراع المحطات التلفزيونية الكويتية التي تتسابق على تنظيم المهرجان ونقل فعالياته. وفي هذا الإطار، أعلنت محطة «الراي» عن فعاليات مهرجان «هلا فبراير» للتسوّق فقط الذي لم يُقم العام الماضي. أما تلفزيون «الوطن» فقد أعلن عن مهرجان «ليالي فبراير» الذي ينطلق في الثاني من شباط (فبراير) المقبل (على أن تبدأ حفلاته الفنية في الرابع منه)، ويضمّ فعاليات فنية ورياضية ودينية، تزامناً مع عيد الكويت الوطني. ويشارك في المهرجان محمد حماقي، وفرقة «ميامي»، وميريام فارس، وبشار الشطي (4/2)، ثمّ شيرين، وفضل شاكر، وعبد الله الرويشد (5/2). وليل 11 شباط، تلتقي أسماء المنور، بنبيل شعيل، وأصالة في حفلة مشتركة. فيما تلتقي يارا، وائل كفوري وحسين الجسمي (12 شباط). ويختم المهرجان في الليلتَين الأخيرَتَين مع أنغام وأصيل وأبو بكر وأحلام (18 شباط)، ووردة ومحمد عبده (19 شباط).
من جهة ثانية، وزّع المشرفون على المهرجان بياناً يؤكّد حضور الفنان السعودي أبو بكر سالم، من دون تحديد تاريخ لحفلته. علماً بأنّ المهرجان نفسه، كان قد كرّم سالم في العام الماضي بعد وعكة صحية ألمّت به، ثم تعافى منها. وفي الإطار نفسه، اعتذرت نوال الكويتية عن عدم المشاركة في «ليالي فبراير» بسبب انشغالها بالتحضير لألبومها الجديد، في وقت تردّد أن راغب علامة طلب مبلغاً كبيراً للمشاركة. وعندما رفضت لجنة المهرجان، أعلن الفنان اللبناني عن انسحابه. وسيقوم مدير محطة «الوطن» أحمد الدوغجي بعملية إخراج حفلات المهرجان المنقولة على التلفزيون. ولم يُعرَف حتى الآن ما إذا كان هناك اتفاق بين «الوطن» و«روتانا»، لمشاركة النقل المباشر على المحطتَين. وهذا مستبعد جداً بسبب وجود خلافات بين المؤسستين، على رغم أنّ الشركة السعودية تدعم «ليالي فبراير» نظراً إلى الخلاف الكبير بين مديرها سالم الهندي ومجموعة «الراي» الإعلامية. وكان هذا الخلاف قد سبّب في السابق انقساماً داخل الكويت، ما أدى إلى إقامة مهرجانين.

يُختتم المهرجان مع وردة ومحمد عبده وسيتاح للجمهور اختيار أغانيه المفضّلة

والجديد هذا العام أنه سيُسمح للجمهور باختيار أغانيه المفضّلة من النجوم، من خلال التصويت على موقع التلفزيون الإلكتروني، وستُنقل النتائج إلى الفنانين على المسرح كل ليلة.
أمّا في قطر التي اختيرت «عاصمة الثقافة العربية2010»، فقد أُعلن عن إقامة «مهرجان الدوحة الغنائي» من دون تحديد موعد نهائي لانطلاقه، كما قال المسؤول الإعلامي للمهرجان تيسير عبدالله لـ«الأخبار». المهرجان الذي سيكرّم الأغنية اللبنانية، يُفترض أن يشارك فيه نجوى كرم وملحم بركات وفارس كرم ووائل كفوري وكاظم الساهر وأحلام ولطيفة التونسية.
في المقابل، تغيب المهرجانات عن دبي التي تلملم تداعيات الأزمة المالية، رغم أنها استقطبت نجوماً أحيوا عيدها الوطني قبل نهاية 2009. لكن غياب المهرجانات الفنية، لا يعني غياب مهرجان التسوّق المستمرّ حتى الثامن والعشرين من الشهر المقبل. وأخيراً تبقى البحرين التي تُطلق فعاليات «مهرجان الخليج الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون» بين 9 و12 شباط (فبراير). يشهد المهرجان عدداً من النشاطات والفعاليات إلى جانب «سوق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني» الذي يضم أهم شركات الإنتاج في العالم العربي. كما يتضمّن المهرجان مجموعة من الندوات التي تناقش مشاكل الإعلام وواقعه إضافة إلى مسابقات المهرجان الإذاعية والتلفزيونية.