الجزائر ـــ سعيد خطيبي

تظاهرات تُهدر فيها الملايين ولا يبقى منها سوى الذكرى

خلال الشهرين الماضيين، تحوّلت تلمسان إلى ورشة مفتوحة، مع انطلاق أعمال ترميم تطال بعض مآذن مساجد المدينة والحمامات القديمة على غرار حمام ندرومة... وتأتي تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011» في وقت تشهد فيه الجزائر حالة صدام بين المذاهب الدينية الإسلامية، وتوتّراً بين تيار الزوايا الصوفية من جهة وجمعية العلماء المسلمين من جهة أخرى. هذا إضافة إلى تقلّص فضاء حريّات الأديان. وقد تجلّى هذا الواقع فعلياً قبل أسبوعين، مع حرق إحدى الكنائس في منطقة تيزي وزو، وبعد صيف 2009 الذي شهد جدلاً ساخناً إثر قيام الشيخ خالد بن تونس (شيخ الطريقة الصوفية العلاوية) بنشر كتاب يتضمن بعض صور النبي محمد المقتبسة من بعض المنمنمات الموجودة في باكستان، فكان أن تعرّض الشيخ لانتقادات واسعة من قبل المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين. كل هذا وسط سباق محموم لكسب رهان منصب «مفتي الجمهورية» الذي يسيل له لعاب عدد من الأطراف المتنافرة. وهي كلها عوامل ستلقي بظلالها على تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011» التي يبقى هاجسها الأهم غياب الثقة من قبل جمهور ملّ المبادرات الثقافية... على شاكلة «الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007» ثم «المهرجان الثقافي الأفريقي الثاني» عام 2009. تظاهرات تُهدر فيها الملايين، ولا يبقى منها سوى الذكرى، في جزائر صارت عاجزة عن إنجاز فيلم واحد سنوياً!