الجزائر ــ سعيد خطيبيخلال اليومَين الماضيين، تحوّلت أنغولا إلى أحد الأسماء الأكثر تداولاً في عدد من وسائل الإعلام العربية. ليس فقط لأنها تحتضن، لأول مرة، فعاليات كأس الأمم الأفريقية، بل لأنّها تستعد لاحتضان حلقة جديدة من الحرب الإعلامية الدائرة بين الجزائر ومصر. تلك الحرب التي انطلقت أولى شرارتها، في سهرة الأحد الماضي عقب تأهّل الجزائر إلى الدور نصف النهائي، ثم تأكّدت أكثر مع تأهّل مصر وانطلاق العدّ التنازلي للمواجهة التي ستجمع الطرفين اليوم.
خلال سهرة الأحد، كشف المذيع عمرو أديب في برنامجه «القاهرة اليوم» عن نبرة عدائية إزاء الجزائر، وخصوصاً حين دعا السفارة المصرية في أنغولا إلى تسجيل كل شاردة وواردة تتعلق بالمباراة التي ستدور اليوم في مدينة بانغيلا. ثم دعا السلطات الجزائرية إلى عدم السماح لجماهيرها بالتنقّل لمساندة منتخبها. وواصل كلامه بالإشارة إلى أن المباراة ستكون قضيّة «حرب أو سلم». ووجد عمرو أديب دعماً مطلقاً من جانب برنامج «العاشرة مساءً» على قناة «دريم». هنا، كان الكلّ يتحدّث عن أحقية مصر بـ«الثأر» من الجزائر، والفوز بكل الطرق.
وحده، برنامج «صدى الملاعب» لمصطفى الآغا على «إم بي سي» حاول إمساك العصا من المنتصف، وتقديم تغطية متوازنة مساء الاثنين الماضي بعد فوز مصر على الكاميرون، وقبل ذلك بيوم حين فازت الجزائر على ساحل العاج. وكان لافتاً أنّ ضيف حلقة مباراة الجزائر كان المحلّل المصري خالد بيومي، الذي أشاد بمستوى الجزائريين بدنيّاً وفنياً.
أما في الجزائر، فتعيش الأوساط الإعلامية حالة «تأهّب»، مع محاولة الاستفادة من دروس واقعة الخرطوم، وعدم الانسياق إلى استفزاز البعض في الطرف المصري. مع ذلك، فقد برزت في بعض الصحف اليومية عبارات مستقاة من القاموس الحربي: مثلاً، كتبت إحدى الصحف: «رفاق الحضري وزيدان اختاروا الإعدام على أيدي كتيبة سعدان». فيما عنونت صحيفة أخرى افتتاحيتها: «الفراعنة بين مخالب محاربي الصحراء»، واكتفت بعض المنتديات الإلكترونية بالتنبّؤ بانتصار الجزائر. إلى جانب ذلك، لم تؤثّر حالة «الغليان» والتعبئة التي أعلنها بعض الإعلاميين هنا وهناك، في ردود فعل روّاد الإنترنت. إذ إنّ مختلف التعليقات وأشرطة الفيديو المتداولة، إضافةً إلى الأغاني الرياضية الجديدة صبّت كلّها في خانة مساندة «محاربي الصحراء»، نائيةً عن التعرّض لمصر بأيّ إشارة.


لا لحملات الكراهية

يبدو أنّ بعض الأصوات التي ارتفعت في مصر، محاولةً حشد الشعب، وتعبئته ضدّ الجزائر، لم تلتفت إلى البيان الرسمي الذي صدر يوم الثلاثاء عن وزير الإعلام المصري، أنس الفقي (الصورة). إذ طالب هذا الأخير وسائل الإعلام المصرية بتوخّي الموضوعية في التعامل مع المباراة اليوم. وكان لافتاً التزام الصحف بالتهدئة أكثر من القنوات. فيما أشاد العديد من النقّاد الرياضيين بالمستوى الفني لـ «محاربي الصحراء». على أي حال، يأمل الجميع أن تنتهي المباراة اليوم على خير، من دون مشاحنات تُجبر الطرفين على إطلاق حملة كراهية جديدة.