رغم مخاطر الأنفلونزا والرقابة والأمنرغم ما زخرت به الدورتان الماضيتان من تضييق رقابي، ما زالت «الهيئة العامة للكتاب» تستبشر خيراً بالدورة 42 من «معرض القاهرة الدولي للكتاب» الذي افتُتح أول من أمس

القاهرة ـــ محمد شعير
الأنفلونزا والرقابة والأمن ثلاثة أخطار تهدد الدورة 42 من «معرض القاهرة الدولي للكتاب»، التي افتتحها الرئيس المصري حسني مبارك، أول من أمس. المعرض خالٍ من النجوم هذه المرة، بعد اعتذار صاحب «نوبل» جان ماري لوكليزيو عن عدم المشاركة، وخصوصاً أنّ الدعوة وصلته قبل أيام فقط من الافتتاح، هو الذي يحدد جدول رحلاته قبل عام. غياب صاحب «صحراء» وضع «الهيئة العامّة للكتاب» في مأزق كبير، وخصوصاً أن دعوة عدد من الكتّاب النجوم، أمثال أورهان باموق، كان حلاً سحرياً لتغطية عثرات التنظيم في الأعوام السابقة.
في الدورتين الماضيتين، أدى فشل رئيس الهيئة الراحل ناصر الأنصاري في التعاطي مع تركة سلفه سمير سرحان إلى تسلّّم الأمن إدارة المعرض. هكذا، فُتّش الزائرون، وألغيت أنشطة متعددة، وتأخر افتتاح الأجنحة خوفاً من اندلاع التظاهرات، وألغي«المقهى الثقافي» الذي مثّل منبراً للنقاش الحر مع ضيوف المعرض العرب.
امتنع الناشرون الجزائريون عن المشاركة بسبب «أحداث» الخرطوم
ورغم التجربة السيّئة في الدورة الماضية، استبشر رئيس «الهيئة العامة للكتاب» الحالي صابر عرب خيراً، لافتاً إلى أنّ عدد المشاركين زاد 35 ناشراً عن العام الماضي، واعداً بتوفير كل الضمانات لإنجاح الدورة الحاليّة التي تستمرّ حتى 10 شباط (فبراير) المقبل. ورغم عودة «المقهى الثقافي» إلى أروقة المعرض، إلا أنّه لا شيء يشير إلى أنّ قبضة الرقابة ستلين. ويبدو أن وزارة الإعلام ـــــ صاحبة الصلاحية في مصادرة الكتب ـــــ لم تسمع مناشدات المثقفين، إذ صادرت قبل أيام رواية علوية صبح «اسمه الغرام»، ما عدّه بعضهم «بروفة» لما سيكون عليه المعرض هذه السنة. المدهش أن معايير الرقابة اعتباطيّة إلى درجة منعت روايات بطبعات عربيّة، فيما تُعرض هذه الأعمال في الأجنحة المصرية!
يشارك في الدورة الحالية 800 دار من 32 دولة، منها 17 دولة عربية (السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان وسوريا ولبنان والعراق والأردن وفلسطين واليمن وتونس والمغرب وليبيا والسودان) إضافة إلى روسيا ضيف شرف... وبات مؤكداً عدم مشاركة الناشرين الجزائريين بعد «أحداث» الخرطوم، وإن كانت هيئة الكتاب قد وجهت الدعوة إلى عدد من الكتاب الجزائرين، من بينهم واسيني الأعرج.
تتناول محاور المعرض الأساسية الأزمة الاقتصادية العالمية والآفاق الإبداعية للرواية العربية و...أنفلونزا الخنازير. وقد اختير الباب الأخير على الأرجح، بعدما نشط عدد من الشباب على موقع «فايسبوك» مطالبين بإلغاء المعرض خوفاً من تفشّي الوباء. ويبقى الرهان الأكبر على الكتاب لنجاح المعرض. هكذا، تسابقت الدور المصرية على تقديم أعمالها الجديدة. «الشروق» أصدرت أكثر من 30 عنواناً جديداً من بينها «من دفتر الإقامة» لجمال الغيطاني، و«حجرتان وصالة» لإبراهيم أصلان، و«إسطاسية» لخيري شلبي، وكتابان جديدان لعلاء الأسواني يضمان مقالاته الصحافية، وآخر ليوسف زيدان بعنوان «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني»، إضافةً إلى الأعمال الكاملة لمحمد حسنين هيكل، المستبعد منذ أكثر من عشر سنوات عن المشاركة في ندوات المعرض. من جهتها، تقدم «دار ميريت»، المعنية بالكتابة الجديدة، نحو 40 عنواناً جديداً، بينها «الرجل السابق» لمحمد أبي سمرا، و«هدايا الوحدة» لمحمد خير، و«عن الكائنات النظيفة» لمحمود عزت، إضافةً إلى «ملحمة السراسوة» بجزئها الثاني لأحمد صبري أبو الفتوح... فيما تصدّر يوسف رخّا إصدارات «دار العين» مع ديوان «كل أماكننا»، ومعه «أبناء الجبلاوي» لإبراهيم فرغلي، والطبعة الثانية من «وراء الفردوس» لمنصورة عز الدين، و«قطارات بولاق الدكرور» لسيف الرحبي، و«يكتب الباء... يقرأ الجسد» لحسن طلب، و«حيرة عربي وحيرة يهودي» لمصطفى الحسيني... أما هيئة الكتاب نفسها، فتقدم 92 عنواناً جديداً لمختلف فروع المعرفة، منها كتاب «روح الشرائع» الذي لم يطبع منذ عام 1950، وطبعة كاملة من أعمال دوستويفسكي.