في أول أعمالها الروائية، اختارت كاتيا جرجورة (1975) أن تروي حكاية جيل امتهن الحرب بالوراثة. تحكي المخرجة والصحافية اللبنانية الكنديّة، في عملها الجديد «بالروح، بالدم» (2009 ــــ 31 دقيقة ــــ 35 ملم)، قصّة فارس (فادي أبي سمرا) الذي كان عضواً سابقاً في إحدى الميليشيات خلال الحرب الأهليّة اللبنانيّة. وها هو بعد 19 عاماً على نهاية الحرب، يتألم لرؤية ابنه (رامي أبو حمدان)، يقترب من دوامة العنف نفسها.يعرض الشريط عند السابعة مساء 3 شباط (فبراير) الحالي، في «مسرح مونتاني» (المركز الثقافي الفرنسي/ بيروت) بحضور المخرجة، ضمن تظاهرة «كارت بلانش» حيث تقدّم المخرجة أحد الأفلام التي تحبها: «فلاندر» للفرنسي برونو دومون، (جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان» 2006).
لم تعش جرجورة، المتنقّلة بين لبنان والخارج، ويلات الحرب الأهليّة. أمضت طفولتها وشبابها في كندا، قبل أن تدفعها دراسة العلوم السياسيّة إلى أتون الشرق الأوسط. بعد الغزو الأميركي للعراق، حملت كاميراتها لتنجز وثائقياً بعنوان «نداء كربلاء» (2004)، في عراق ما بعد صدام. بعدها أنجزت وثائقياً آخر في الشارع اللبناني، إثر اغتيال الحريري، ومنحته عنوان «Terminator أو المعركة الأخيرة» (2006). أمّا في «بيروت ما بتموت» فصورت فرقة الراب «قطاع بيروت» بين أنقاض الضاحية الجنوبيّة، مباشرة بعد وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان صيف 2006. قبل أيام فقط، عادت من جولة زارت خلالها صنعاء وجنوب اليمن، متتبعة آثار الأزمة السياسيّة الراهنة هناك التي ستكتب عنها لمجلة كنديّة.
لا تحيد جرجورة في «بالروح، بالدم» عن تيمتها الأثيرة: الحرب ومناطق النزاع وما بعد النزاع. برأيها «لا يجب أن نتوقف عن الحديث عن الحرب. لا يجب أن ننسى شو صار». بلهجتها العربيّة المكسرة، تشرح أن عملها شغل متواصل على تركة الحرب الثقيلة، وانعكاسها على الجيل الجديد الذي وجد نفسه متورطاً في حروب جيل الآباء ونزاعاتهم. تحكي كاتيا بحماسة الصحافيّة المتعدّدة الانتماءات، في هذا السياق نحاول أن نفهم بعض شطحاتها الإستشراقيّة. الفيلم سيقول الباقي.


8:00 مساء 3 شباط (فبراير) ـــــ «المركز الثقافي الفرنسي» (بيروت) ـــــ 01/420200