محمد عبد الرحمنبينما كان يُفترض أن تنطلق قناة «العربي» الفضائية ـــــ المعروفة باسم قناة «صدّام» ـــــ في ذكرى إعدام الرئيس العراقي الراحل أي في عيد الأضحى، جاءت النتيجة عكسية هذا العام. مع حلول العيد، توقّفت القناة التي لم يستمرّ بثّها التجريبي أكثر من ثلاثة أيّام. في هذا الإطار، ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن مصادر في محطة «اللافتة» العراقية، التي أطلقت قناة «صدّام» على تردّدها، أكدت أن تراجع المموّلين يقف وراء تأجيل مرحلة البثّ التجريبي إلى أجل غير محدّد. وذكر تقرير AFP أنّ مكان بثّ القناة لا يزال مجهولاً، رغم أنّ مصادر أكدت للوكالة أنّ مقرّ الفضائية هو ليبيا، وأن «المشرفين عليها خليط من القوميين العرب والبعثيين بزعامة نائب الرئيس السابق عزة إبراهيم الدوري».
وتعلّق الكاتبة المصرية المتخصصة في الشأن العراقي أميرة الطحاوي لـ«الأخبار» على هذا الموضوع قائلةً إنّ هناك دلائل عدّة يمكن من خلالها معرفة مصدر إطلاق القناة. وتذكر الطحاوي بين هذه الدلائل أنّ القناة أعلنت أرقام هاتف لإرسال الرسائل القصيرة في دول عربية، كان أغلبها في المغرب الغربي والبحرين، وبالتالي، فإن ذلك يُعدّ وسيلة قد تكشف هوية المسؤول الذي اتفق مع شركات الاتصالات. كذلك فإن المحطة أعلنت رقم حساب مصرفي لها في لبنان، وذكرت اسم شخص لتحويل التبرعات باسمه، وهي وسيلة أخرى لمعرفة من يموّل القناة.

نفت رغد صدام حسين وجود أي علاقة بينها وبين القناة

مع توقّف البث،ّ أصدرت قناة «اللافتة» بياناً جاء فيه: «لا نلوم أبداً أولئك الذين قتلوا صدام حسين في فجر عيد، وقتلوا فضائيته في فجر عيد آخر. نحن نعرف مقدار الحقد التاريخي الذي يتأجّج في صدورهم، لكننا نلوم هذه الملايين من العرب والمسلمين لأن دولاراً واحداً من كلّ منهم من شأنه أن يطلق عشر فضائيّات تنتصر للحق»!
من جانبها، أصدرت رغد صدام حسين بياناً كان متوقعاً نفت فيه أي علاقة بين عائلتها والقناة التي تحمل اسم والدها. وذكرت أنها تلقّت تهانئ عدّة على إطلاق القناة، لكنّ الواقع يؤكّد أنها لا تعرف عنها شيئاً، ولا عن أي قناة عراقية، في إشارة غير مباشرة إلى عدم دعمها لأي طرف من أطراف الحرب الفضائية الطائفية العراقية.
وكانت قناة «اللافتة» قد بشّرت بإطلاق قناة «صدّام» قبل حوالى شهرين، مع تأكيدات على أنها ليست محطّة بعثية، بل «قناة الأمّة التي نبّهها حقد الأعداء وغباوتهم إلى رمزية صدام، سواء خلال المحاكمة العار، أو بتنفيذ الإعدام، توقيتاً وطريقة».
لكن يبدو أن تلك العبارات الرنّانة لم تكن كافية لاستمرار القناة أكثر من ثلاثة أيام، فيما لم يصدر ـــــ كالعادة ـــــ أي توضيح عن إدارة «نايل سات» بشأن هذه القضية، كما حدث عندما توقّفت قناة «الزوراء» العراقية عن البث، وكانت وقتها الشاشة الوحيدة التي تنقل أخبار المقاومة ضد الاحتلال الأميركي للعراق.