مع انتقالها من «روتانا» إلى شركة «بلاتينيوم ريكوردز»، تستعدّ النجمة التونسية لإطلاق ألبومها الخليجي الجديد، وتصوّر أغنية «معلومات أكيدة» لزياد الرحباني

هناء جلاد
جدول أعمال لطيفة التونسية مزدحم هذه الأيام: فهي تستعدّ لإطلاق ألبومها الخليجي «أتحدّى»، كما تصوّر قريباً أغنية «معلومات أكيدة»، التي كتبها زياد الرحباني ولحّنها، إضافةً إلى بحثها عن النص المناسب، الذي سيعيدها إلى السينما، أو إلى الشاشة الصغيرة.
البداية مع ألبومها الخليجي الذي يصدر قريباً، وهو من إنتاجها، ومن توزيع شركة «بلاتينيوم ريكوردز». ترى النجمة التونسية أنّها اختارت إصدار ألبوم خليجي كامل لأنها «مقصّرة تجاه نفسي، لا تجاه جمهوري، الذي ربما لا يهتم إن غنيت الأغنية الخليجية أو لا».
طبعاً تجربة لطيفة، مع الأغنية الخليجية ليست الأولى. سبق لها أن قدّمت أغنية منذ فترة طويلة، مع الملحّن الكويتي الراحل راشد الخضر. غير أنها تقول إنها عادت وشُغلت بأعمال أخرى، منها ألبوم زياد الرحباني «معلومات أكيدة»، ومسرحية «حكم الرعيان» مع منصور الرحباني. وتضيف إنّ مرحلتها الفنية الحالية مع ألبوم «أتحدّى» بدأت منذ عام ونصف عام، «لتمثّل بصراحة نمطاً مختلفاً عما كنت أنوي العمل عليه أساساً».
تغوص لطيفة في تفاصيل العمل، مستعيدةً رحلتها إلى الدوحة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، «ذهبت للمشاركة في حملة «الفخورة»، وهي قناة تلفزيونية تهدف إلى مساعدة التلاميذ في غزة». وكان ذلك بعدما سجّلت أغاني عدة لناصر الصالح، وفايز السعيد، وغيرهما من الملحّنين الخليجيين. بقيت في قطر ثلاثة أشهر، حيث تعرّفت إلى الملحّن عبد العزيز ناصر، والفيصل وحسن حامد، «هكذا، وجدت نفسي أسجّل ألبوماً كاملاً دون تخطيط مسبّق». إذاً، وضعت الأغاني الخليجية التي سبق أن سجّلتها جانباً، وبدأت الإعداد لألبوم مختلف كلياً. ورغم أن لطيفة ترى أنّ الأغنية الخليجية أخذت حقّها مع كل من عزيزة جلال وسميرة سعيد وذكرى وأنغام وأصالة، فهي لا ترى مشلكة في تقديم أغانٍ خليجية مختلفة. كما تردّ على من ينتقد غناء فنانات المغرب والمشرق العربيَّين باللهجة الخليجية، «أحبّوا ذلك أم كرهوا، لا بدّ من كسر الحدود المرسومة بين العرب جغرافياً، فنياً وفكرياً. لأن هذه الحدود من ركائز الاستعمار». وتضيف: «كنت أغني لرباب ومحمد عبده وأم كلثوم وفيروز في طفولتي، دون أن أعرف من هم، وما هي جنسياتهم». وتأكيداً على عدم مبالاتها بموضوع الجنسيات، تقول إنها تخطّط لألبوم خليجي ثانٍ، ولا مشكلة لديها في خوض تجربة السينما أو المسرح الخليجيّين.
في هذا الإطار، تعبّر النجمة التونسية عن استعدادها وجهوزيتّها للعودة إلى السينما، بعد تجربتها مع يوسف شاهين في فيلم «سكوت حَ نصوّر»، لكنّها تبحث اليوم عن النص الذي سيعيدها إلى الشاشة الكبيرة أو حتى إلى الدراما التلفزيونية.

ما حصل في مباراة مصر والجزائر يدلّ على جهلنا وأميّتنا

تتحدّث لطيفة عن هذه النجاحات من دون أن تنسى بداياتها، وكيف اضطّرت إلى بيع سيارتها، وسيارة دوريس إسكندر ـــــ ابنة منتج ألبومها الأول «عندك شكّ» ـــــ كي تتمكّن من إصدار ألبومها الثاني «أرجوك أوعى تغير»، «وقد نجح العمل إلى درجة مكّنتنا من تأسيس استديو تسجيل، وشركة ناشطة لغاية يومنا هذا».
أما عن الكلمة الشهيرة التي ألقتها على مسرح جائزة «ميوزيك أواردز» عام 2004، في لاس فيغاس في الولايات المتحدة، وقالت فيها «شكراً على الجائزة، لكنّ سعادتي لن تكتمل إلّا بتحرير العراق وفلسطين»، فترى أنّ موقفها كان طبيعياً « لا أهتم لما يحسب عليّ من مواقف. العالم العربي مشتّت ولكل دولة سياستها... الفضل بالطبع يعود إلى أميركا وأوروبا». وتأكيداً على كلامها، تستشهد بما حصل في المباراة التي جمعت مصر والجزائر، إذ تقول: «ما حصل بعد هذه المباراة مرآة لما يحصل أصلاً في الوطن العربي. هنا لا بد من العودة إلى نسبة الأميّة والجهل لدينا، لذا تهدف مؤسستي الخيرية إلى دعم التعليم».