حيفا ــ رشا حلوةبعد عودتها من باريس حيث قدّمت أولى حفلاتها على خشبة «معهد العالم العربي»، تحلّ سناء موسى وفرقتها «نوى أثر» في ضيافة مهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب» الذي ينظّمه «معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى» وفرقة «القدس للموسيقى العربية»، في عرض موسيقي غنائي يحمل عنوان «أشواق». الفنانة الفلسطينية التي أحيت عرضها الأول في أريحا بمرافقة «المذهبجية»، لتكون القدس محطتها الثانية هذا المساء، توظّف صوتها المميز وطاقاتها، في أداء الأغاني العربية الكلاسيكية والموشحات والأدوار والفولكلور الفلسطيني والشامي والعراقي. عن تجربتها تقول لـ«الأخبار»: «نعيش في احتلال مستمر من جهة وعولمة من جهة أخرى، بكل ما تحمله هذه الحالة من هيمنة ثقافية على حضارتنا العربية والفلسطينية. بالتالي، الفن والموسيقى هما بمثابة هُوية وتأكيد لوجودنا واستمراريتنا». وُلدت سناء موسى في كنف عائلة موسيقية من قرية دير الأسد في الجليل الفلسطيني. درست الموسيقى في جوقة «الأرموي» المقدسية بقيادة خالد جبران، ثم انضمت إلى فرقة «هومايون» التي تأسست عام 2002، وضمت آنذاك نزار روحانا (عود) ويوسف حبيش (إيقاعات). خاضت الفرقة تجربة لافتة وأنتجت أسطوانة «ديمو» التي حوت ستّ أغنيات كلاسيكية وفولكلورية بتوزيع خاص.

برعت في الفولكلور الفلسطيني والشامي والعراقي
بعد توقف نشاط «هومايون» لأسباب تقنية، أسّست سناء موسى عام 2008 فرقة «نوى أثر» (مقام موسيقي شرقي نادر الاستعمال) التي تتألف اليوم من: محمد هواري (إيقاع)، وأسامة شحوك (قانون)، وسليم حنّا (كمان) ومحمد موسى (عود). وأخيراً، سجّلت سناء موسيقى تصويرية لفيلم عن الجدار من إخراج التونسي الياس بكار وإنتاج «الجزيرة» للأطفال.
خصوصية مشروع سناء لا تقتصر على كونها أخذت على عاتقها مهمة إحياء التراث الموسيقي، بل تتجاوز ذلك إلى قدرتها على تقديم تلك الأغاني في القرن الحادي والعشرين، في قالبها الموسيقي الأصلي، مضيفةً إليها لمستها الصوتية المميزة والحسيّة، ما أهّلها لكسب إعجاب الجمهور في فلسطين والخارج. هكذا تحتوي عروض «نوى أثر» على أرشيف كبير وخاص للأغاني الكلاسيكية والفولكلورية، وعلى تنوّع في مواضيع الأغاني التي تغطّي مجالات حياتية مختلفة.
اختارت سناء وفرقة «نوى أثر» أن تطلق على سلسلة عروضها اسم «أشواق»، إذ يحوي عرض اليوم أغاني كلاسيكية من بدايات القرن العشرين، وتشمل الموشحات والطقاطيق من بلاد مصر والشام والعراق. «اختيار اسم «أشواق» هو تعبير عن اشتياقنا المستمرّ إلى البلدان العربية. في القدس، سنقدم أغاني كلاسيكية من الموروث العراقي، ومن خلالها سنبعث بأشواقنا إلى العراق».


7:00 مساء اليوم ــ «المسرح الوطني الفلسطيني»، القدس ــ ncm.birzeit.edu