كلّ شركة تؤكّد أن شريطها هو الأقوى، في وقت تخطّت إيرادات أفلام العيد ثلاثة ملايين دولار... والإقبال ما زال مستمراً على شباك التذاكر
محمد عبد الرحمن
ما إن حلّ عيد الأضحى حتى اشتعلت حرب الإيرادات في سوق السينما بين تكتّلي الإنتاج الرئيسيَين في مصر أي «الشركة العربية» و«المجموعة الفنية المتحدة». وصلت هذه الحرب إلى ذروتها أخيراً بسبب المنافسة القوية بين فيلمَي «أمير البحر» لمحمد هنيدي و«أولاد العم» لكريم عبد العزيز ومنى زكي. هكذا أعلنت «الشركة العربية» أن الإقبال على «أمير البحار» كان كبيراً تخطّت إيراداته ــــ السبت الماضي ـــــ مليوناً و600 ألف جنيه (ما يقارب 320 ألف دولار). وهو بذلك كسر الرقم القياسي السابق والمسجّل أيضاً لمحمد هنيدي. من جهتها، لم تتأخّر «المجموعة الفنية المتحدة» في الردّ لتعلن أنّ «أولاد العمّ» تخطّت إيراداته يوم الاثنين الماضي، مليوناً و900 ألف جنيه (ما يقارب 380 ألف دولار).
كما أكّدت الشركة أنّ غريمتها أي «الشركة العربية» تبالغ في ما أعلنته عن تعدّي إيرادات فيلم محمد هنيدي حاجز سبعة ملايين جنيه (أكثر من مليون وربع مليون دولار). فيما «أولاد العم» هو الذي حقق هذا الرقم حسب «المجموعة الفنية المتحدة».
وكان صراع الأرقام هذا، كفيلاً بلفت الانتباه إلى عدد من الحقائق، في ما يخص أفلام عيد الأضحى الخمسة في مصر. أولى هذه الحقائق أنّ كلّ جهة تريد دعم نجمها لضمان استمرار التعاون معه في الموسم المقبل. واللافت أنّ الشركتَين تعاونتا العام الماضي مع الجهة الأخرى. إذ يبدو أن نجوم مصر لا يحبون الاحتكار ويبحثون عن الشروط الإنتاجية الأفضل التي تناسب سوق السينما غير المستقرّ.
أما الحقيقة الثانية التي عكسها الصراع بين الشركَتَين أن فليمَين من خمسة، حققا ما يقارب 70% من إيرادات الأسبوع الأوّل. وما هذا إلا دليل على أنّ الجمهور ينحاز غالباً إلى النجوم الموثوق بأعمالهم. إذ جمعت أفلام «عزبة أدم»، و«البيه رومنسي»، و«حد سامع حاجة» ثمانية ملايين جنيه (مليون و600 ألف دولار) خلال أسبوع كامل. مع ذلك، فإن هذا الرقم يعدّ جيداً، وخصوصاً إذا قارنّاه بأفلام عيد الفطر. بل يمكن القول إنّ المقارنة لا تجوز بين الموسمين، إذ تخطت الإيرادات الإجمالية لأفلام الأضحى حاجز 15 مليون جنيه (حوالى ثلاثة ملايين دولار) خلال أسبوع واحد. وهذا إنجاز لم يكن يتوقّعه حتى أكثر المتفائلين في قطاع السينما المصرية التي تعاني حالة إحباط بسبب خروج الشركات الخليجية من السوق إثر الأزمة المالية.

نجاح الموسم عوّض امتناع الفضائيات الخليجية عن الأعمال المصرية

كذلك فرض موسم عيد الأضحى حقيقة ثالثة، هي أن الأفلام الجيدة ستجذب الجمهور وتحقق إيرادات تنعش شباك التذاكر المحلي. كما أنها تخفف كثيراً من التراجع الحاد في الإيرادات الخارجية (خارج مصر) وتراجع اهتمام الفضائيات الخليجية بشراء الأفلام المصرية، أو شرائها بأسعار تقل عن الأرقام التي كانت متداولة في السنوات الماضية... وخصوصاً بعد احتدام الصراع بين art و«روتانا» قبل أن تهزم الأزمة المالية الجميع.
هذا الموسم، انتصرت إذاً السينما على كلّ المشاكل وأبرزها أنفلونزا الخنزير، التي لم تمنع الجمهور المصري من التوجّه إلى الصالات.
لكن رغم هذا النجاح، لا تزال علامات الاستفهام تطارد المنتجين بشأن خططهم لعام 2010: هل سيعتمدون الخطط الإنتاجية نفسها؟ أم أن الوضع سيتغيّر؟
كذلك، فإنّ معضلة جديدة تطرح نفسها في ظلّ معركة شركات الإنتاج، وهي غياب الجهة المحايدة التي تزوّد الرأي العام والصحافة بأرقام الإيرادات الصحيحة التي لا تزال حتى الساعة مرهونةً بما يصدر عن كلّ شركة.