strong>دورته السادسة تسجّل عودة ميشيل خليفييبدو «مهرجان دبي» مصرّاً على رهانه الأوّل: أن يكون جسراً بين الثقافات، ومنارة للفنّ السابع في المنطقة. لندع جانباً إذاً المرحلة الصعبة التي تعيشها الإمارة، والمنافسة الضارية مع أبو ظبي. هناك مفاجآت كثيرة تنتظر جمهور الدورة السادسة التي تُفتتح الأربعاء باستعراض هوليوودي من الزمن السعيد

دبي ـــ زياد عبدالله
في دورته السادسة، لا يراهن «مهرجان دبي السينمائي» على النجوم والسجّادة الحمراء. تبدو الإدارة واثقة بنفسها بعدما بات هذا الموعد تقليداً راسخاً، وتعدنا بأنّ انحيازها سيكون هذه المرة للسينما بوصفها فناً... أي إن دبي لن تلعب ورقة «الاستعراض» رغم الهالة الهوليوودية التي سيحملها معه جيرارد بتلر ومات ديلون وكريستينا ريتشي وماندي مور وكريستوفر لامبرت وجايسون فلامينغ، ورغم تكريم النجم البوليوودي أميتاب باتشان، والمصريّة فاتن حمامة، فضلاً عن الحضور المكثّف لنجوم مصريين من عيار حسين فهمي وسميّة الخشّاب وإلهام شاهين... على حساب النجوم السوريين.
هذا لا يمنع أن يكون فيلم الافتتاح يوم الأربعاء مدجّجاً بالنجوم: دانيال داي لويس ونيكول كيدمان وبنيلوبي كروز وماريون كوتيار وصوفيا لورين. هذه الأسماء تجتمع في فيلم Nine الغنائي. السينمائي روب مارشال يعاود هنا ما فعله في «شيكاغو» قافزاً بمسرحية من خشبة «برودواي» إلى الشاشة الكبيرة. وبشريط الافتتاح، يكون المهرجان قد رسم توجّهه العام لهذه السنة: لن يكون على شيء من الرسائل السياسية التي حملتها أفلام افتتاح الدورات السابقة، مثل فيلم الدورة الماضية W لأوليفر ستون، الذي كان بمثابة حفلة وداع قاسية لجورج بوش. أما الختام، فسيكون حدثاً سينمائياً بامتياز: إنّه جديد جيمس كاميرون الثلاثي الأبعاد Avatar.
مكانة خاصة للسينما الفلسطينيّة، واللبنانيّة ديما الحرّ تقدّم «كل يوم عيد»
168 فيلماً هي مجمل الأعمال المعروضة في الدورة، التي تستمرّ حتى 16 الحالي: الناقد العراقي عرفان رشيد، مدير البرامج العربية في المهرجان، وصفها في مؤتمره، أمس، بأنها «الأفضل بين مهرجانات المنطقة». كأننا به يريد التأكيد على أن دبي استعادت البساط الذي سحبه منها «مهرجان أبو ظبي» بعدما استقطب أبرز الإنتاجات العربية هذا العام. لكن «دبي» فعل ما بوسعه لاستعادة النصاب لمصلحته: 29 فيلماً ستكون في عرض عالمي أول، بينما تصل الأفلام المعروضة للمرة الأولى في الشرق الأوسط إلى 76 فيلماً، بعد تلقّي المهرجان 900 شريط للمشاركة في مسابقتي «المهر العربي» و«المهر العربي والآسيوي».
بين الافتتاح والختام، ستكون عبارة «فلسطين في دبي» الملمح الرئيس للدورة، مع تركيز على السينما الفرنسية. إذ شُرّعت الأبواب أمام إنتاجات فلسطينية كثيرة، وإنتاجات متعددة الجنسيات عن فلسطين. بل إنّ «المهر العربي» سيستمدّ بريقه من عروض عالمية أولى لأفلام فلسطينية، أبرزها «زنديق»، الذي يعود به ميشيل خليفي بعد غياب.
الحضور الفلسطيني الأكبر سيكون في القسم الوثائقي من «المهر العربي» الذي يرأس لجنة تحكيمه السينمائي عمر أميرالاي، وجميع تلك الأعمال في عرضها العالمي الأول. رائد أنضوني سيقدّم «صداع» في ظل الاحتلال، ويمضي محمد بكري مع «زهرة» إلى الجليل، ليستعيد ما شهدته من دمار وتهجير، بينما يتنقّل رشيد مشهراوي بين معاناة أطفال بغداد وغزة في «الأجنحة الصغيرة». وسيطلّ محمود درويش في فيلم نصري حجاج «كما قال الشاعر». وسنشاهد في شريط سمير عبد الله «غزة مباشر» صوراً تعرض للمرة الأولى لما حل بغزةأما مسابقة «المهر العربي» للأفلام الطويلة، التي يرأسها الجزائري أحمد راشدي، فتتميّز بحضور مغاربي عبر سبعة أفلام بارزة مثل «الرجل الذي باع نفسه» لسويل وعماد نوري، و«زهر» لفاطمة الزهراء زعموم، و«وداعاً غاري» لنسيم عماوش. وتأتي المشاركة المصرية عبر «واحد ـــــ صفر» لكاملة أبو ذكرى و«عصافير النيل» لمجدي أحمد علي. ولبنانياً، تقتصر المشاركة الروائية على فيلمين: «كل يوم عيد» إذ تلاحق ديما الحر كوابيس ثلاث نساء في رحلتهن إلى سجن الرجال، حيث يقبع أزواجهن، بطولة (رايا حيدر ومنال خضر وهيام عباس).... و«شو صار» لديغول عيد، الذي يغوص في الذاكرة المشرّعة على القتل. ويحضر العراق في المسابقة عبر «ضربة البداية» لشوكت أمين كوركي، الذي يتناول علاقة أطفال العرب بأطفال أكراد عبر مباراة كرة قدم. ويحضر العراق وثائقياً عبر «انهيار» لهادي ماهود. أما المشاركة السورية في مسابقة «المهر العربي»، فتقتصر على الوثائقي، عبر فيلم نضال حسن «جبال الصوان». وعدا ذلك، لن تكون من مشاركة سورية إلّا بفيلم قصير بعنوان «نصف مليغرام من النيكوتين»، سيُعرض ضمن برنامج «ليالي عربية»، وهو من كتابة وإخراج محمد عبد العزيز، وبطولة خالد تاجا. علماً بأنّ «ليالي عربية» سيُفتتح بشريط الإماراتي علي مصطفى. «دار الحي»، الذي نُفّذ بميزانية ضخمة، يحكي ثلاث قصص عن شاب إماراتي، وسائق تاكسي هندي، وامرأة أوروبية، يعيشون ثلاث مغامرات منفصلة، وتتقاطع حياتهم في ترابطات عشوائية.
يبدو أن الأزمة المالية لم تُلقِ بظلّها على «مهرجان دبي». قد تؤثر في جانبه الاستعراضي، لكن من يتصفّح البرنامج، يشعر بأن هذا الموعد الخليجي لم يتنازل عن رهانه الأوّل: أن يكون جسراً بين الثقافات الكثيرة المقيمة على أرض الإمارة. هذا ما يؤكّد عليه مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني للمهرجان، الذي يرى أن المهرجان ربح رهانه عبر تأسيس علاقات مثمرة مع الثقافات السينمائية المزدهرة حول العالم.
www.dubaifilmfest.com