strong>ربى صالحبعدما طال الحديث عن تعاون مرتقب بين «روتانا ــــ LBC» وشركة «نيوز كورب» التي يملكها حوت الإعلام العالمي روبرت مردوخ، أبرمت صفقة بين الشركَتين خلال الأسبوع الماضي، تسمح لمردوخ بامتلاك من عشرة إلى عشرين في المئة من أسهم «روتانا ــــ LBC». ويتردّد أن قيمة الصفقة تراوح من 250 إلى 350 مليون دولار.
هكذا، ستشهد بداية العام الجديد دخول العقد بين «روتانا ــــ LBC» و«نيوز كورب» حيِّز التطبيق، وسيعقد مؤتمر صحافي في هذا الإطار بهدف كشف تفاصيل هذه الصفقة، في وقت لا يزال القيمون على الموضوع يتكتّمون عن أي معلومة التزاماً بشروط العقد.
لكن بات من الممكن ملاحظة تغييرات واضحة في المواقع الإدارية داخل «المؤسسة اللبنانية للإرسال» كما داخل «روتانا» على حد سواء.
طبعاً، ليس هذا التعاون الأول بين الأمير الوليد بن طلال وروبرت مردوخ. إذ صرّح بن طلال سابقاً وأكثر من مرّة بأنه يسعى إلى إدخال «مردوخ إلى عالم الإعلام العربي وأنّ «روتانا» تحديداً تعمل على ذلك». وكان بن طلال قد سبق أن استثمر في «نيوز كورب» بحصّة بلغت 5 في المئة. كما أطلقت «روتانا» في العام الماضي محطتين ضمن قنوات «فوكس» الدوليّة التي يملكها مردوخ، هما «فوكس موفيز» و«فوكس سيريز» المخصصتَين للشرق الأوسط.
وقبل الوصول إلى هذا الاتفاق الأخير، التقى ممثلون من «نيوز كورب» و«روتانا» في لندن للبحث في التفاصيل. علماً بأن المباحثات بدأت عام 2006 وتحديداً خلال انعقاد فعاليات «مهرجان كان السينمائي» في فرنسا.
وتعليقاً على العقد الذي أبرم بين الطرفين، أوردت مجلة «فارايتي» الأميركية «إن هذا التعاون يُعد الاستثمار الأكبر لـ«نيوز كورب» في الشرق الأوسط. وبالتالي، سيفتح للشركة أسواقاً جديدةً تسهم في زيادة استثمارها ومداخليها». وأضافت المجلّة أنّ فضائيات جديدة ستبصر النور نتيجة هذه الشراكة.
ولكن هل سيتمكّن هذا الواقع من إنقاذ «روتانا» من أزمتها المالية التي لم تعد خافية على أحد؟ كلّ الوقائع تشير إلى أن الشركة ليست في أفضل أحوالها. وما يدور في كواليس الشركة السعودية التي مارست ما يشبه الاحتكار الفني لسنوات طويلة في السوق العربية، لا يُنذر بالخير.
ويبدو أن أوضاع «روتانا» ستظلّ ضبابية وغير واضحة المعالم إلى ما بعد رأس السنة، حتى تتّضح نهائياً الصيغة التي سترسو عليها. في وقت يتردّد أن عدد الموظفين القليل سيغادرون مكاتب بيروت في الأسابيع المقبلة.
لكن هل الأزمة المالية وحدها هي سبب هذه البلبلة؟ الواقع يظهر أنّ الأزمة تمثّل السبب المباشر، لكنّ هناك أسباباً أخرى عديدة، لعلّ أبرزها صرف ملايين الدولارات خلال السنوات السابقة في ظلّ «تخمة فنية» عانتها الشركة وسبّبتها... المحسوبيات الفنية. وقد حاولت الشركة انتشال نفسها من هذه المحنة من خلال استحداث قسم خاص بإدارة المناسبات. لكن مجدداً، دخلت المحسوبيات على الخط، لتعطّل قدرة القسم على تحقيق أرباح تزيد مدخول «روتانا». ونتيجة لذلك، تردّد أنّ مديراً جديداً سيعيّن مكان سالم الهندي بعدما فشل هذا الأخير مع فريقه في إدراة قسم المناسبات. والمرجّح أن يكون المدير خليجياً بما أن الشركة تعوّل على نجوم الخليج وعلى جمهورهم وسوقهم.
هكذا، عمدت الشركة إلى حصر النفقات، فدمجت محطتي «زمان» و«طرب»، وأقفلت مجلة «أغاني» وألغت كل البرامج على «روتانا موسيقى» باستثناء «آخر الأخبار» الذي تنتجه شركة «كاريزما» بعد غياب أي إنتاج خاص لـ«روتانا»، باستثناء بعض الفيديو كليبات. فيما تراهن حالياً على ألبومَين، لحسين الجسمي بعد غياب أكثر من ثلاث سنوات عن الإصدرارت الجديدة، وإليسا التي تعدّ الورقة الرابحة للشركة بسبب نسبة المبيعات المرتفعة التي
تحققها.
مصدر في «روتانا» قال لـ«الأخبار» إن الوضع صعب جداً. ومع نهاية العام الحالي «سيتبين الخيط الأبيض من الأسود». وماذا عن الصفقة مع روبرت مردوخ؟ يقول المصدر إنّه حتى لو تمّت هذه الشراكة، فإنه لا علاقة لها بالأطر الاستراتيجية الجديدة
للشركة.