رفعت الشاشة البرتقالية شعار «اللبناني أولاً» وخرجت علينا ببرامج الأبراج وقراءة الكفّ والفنجان والتنكيت. وبين هذا وذاك، جمعت رأسين في الحلال وصالحت الشباب مع الزجل!
باسم الحكيم
بعد عامين ونصف عام على انطلاقتها، يبدو أن Otv حددت هويّتها النهائيّة. وبينما كنّا نتندّر على العربية الركيكة لبرامج زميلتها Mtv، فرحنا لما رفعت الشاشة البرتقالية شعار «اللبناني أولاً»... لكن ما أدراكم ما اللبناني الذي قررت تقديمه! هكذا، بدّلت المحطة في خطّتها الأولية، وركّزت أساساً على برامج التنجيم والتنكيت والأبراج وقراءة الكفّ والفنجان والتقليد. ثم خرجت ببرنامج زجلي «حداثي» هو «أوف» يجمع الشباب وكبار الزجّالين. بعدها، قرّرت أن تجمع رأسين في الحلال في برنامج «مين لمين». وسط هذا السيل الجارف من البرامج، لم تخرج القناة بأي برنامج قد يتعاطى بذكاء مع عقل المشاهد اللبناني، هي التي عوّل عليها كثيرون لدى انطلاقتها بأنّها ستمثّل ساحة إعلامية بديلة مما هو سائد في المشهد التلفزيوني اللبناني. كما استبدلت المحطّة الدراما المحلية الجديدة بأعمال قديمة. وبين الفينة والأخرى لم تبخل على مشاهديها بمسلسل محلي جديد. وكل ما في جعبتها حتى الآن عمل وحيد هو «من أجل عينيها» من كتابة جان قسيس وإخراج فؤاد سليمان وبطولة بيتر سمعان وريتا حايك وكمال الحلو وكارلوس عازار وبمشاركة ميشال تابت، وهو من إنتاج شركة «أونلاين بروداكشن».
إذاً، باتت Otv تخصص مساحة كبيرة في شبكة برامجها لقراءة الكف والفنجان وتوقعات المنجمين، نازلةً عند رغبة استطلاعات الرأي التي أظهرت تعلّق الجمهور بالبرامج التي «تستطلع الغيب». هكذا، كان مايك فغالي وبرنامجه «شو بتتوقع» حصانها الرابح. ونقلته من صباح الأربعاء، إلى فترة الذروة المسائيّة في ثلاثة مواعيد (الخميس والجمعة والسبت 19:00، ويعاد عند منتصف الليل). وهذه المواعيد طبعاً قابلة للازدياد مع اقتراب عيدَي الميلاد ورأس السنة مع بلوغ التنجيم ذروته في هذا الموسم! هذا بالإضافة إلى فقرة الأبراج الصباحيّة التقليديّة المنتشرة على معظم القنوات وفقرة تفسير الأحلام. كما أدركت Otv شعبية البرامج الكوميديّة الساخرة، فلم تكتف بالبرنامج الانتقادي «عشرة بعد النشرة» للكاتبين نبيل عساف وجيسكار لحّود (يوميّاً عدا السبت 20:45) وOvrira (الجمعة 21:00)، بل أضافت برنامج «لول» مع هشام حداد وأرزة الشدياق الذي يستضيف ثلاثة ضيوف يتبادلون النكات (الأحد 21:00). ويحقّق هذا البرنامج أعلى نسبة مشاهدة ليس على Otv فحسب بل على معظم القنوات، وقد استطاع أن يكسر نسبة المشاهدة الكبيرة التي تحقّقها الدراما اللبنانيّة. وستضيف المحطة قريباً برنامج أبو العبد وأم العبد وأبو صطيف، لمزيد من التنكيت مع ميشال أبو سليمان وليليان نمري ومايكل أبو كسم، كما تعيد حلقات مختارة من برنامج «مقلب مرتب». وستطلق القناة قريباً برنامج «لألأة» مع طارق سويد للمخرج شادي حنا، كأنها لا تزال تحتمل برامج من نوعية «إضحك عليها تنجلي». ولا يبدو حال البرامج الأخرى أفضل حالاً: «مين لمين» مع كارلوس عازار مصرٌّ على تقريب وجهات النظر بين شاب وفتاة، تمهيداً لتأسيس عائلة وهما يمران أمام لجنة تحكيم من فنانين لديهم خبرتهم وحضورهم الدرامي على الشاشة، لكنهم ليسوا بالضرورة جديرين بتقرير مصير عائلة جديدة ومستقبلها، باستثناء المعالج النفسي والاختصاصي في التوجيه العائلي نبيل الخوري الذي يبدو الوحيد الذي يجلس في مكانه.

من البرامج المبتكرة «خود خبارن من نسوانن» مع روبير فرنجية
ويأتي بعدها برنامج الألعاب «لاقونا عالساحة» مع يوسف الخال وندى أبو فرحات، حيث يتنافس فريقان من قريتين مختلفتين على الفوز، وتغيب عنه مظاهر الإبهار الضروريّة ولو في حدها الأدنى، لكي لا يبدو البرنامج خارجاً من أرشيف التلفزيون. أضف إلى ذلك، برنامج «جايين نجربكن» الذي تلتقي فيه عائلتان من مناطق وطوائف مختلفة بعضهما مع بعض، بوجود من يحلل تصرفاتهما ويراقب تحركاتهما.
ومع ذلك، لا بد من الإشادة ببعض البرامج «المبتكرة» ومنها «خود خبارن من نسوانن»، الذي قدمت حلقته الأخيرة الثلاثاء الفائت، وهو كشف على امتداد حلقاته تفاصيل من الحياة الشخصية لسياسيين لبنانيين من خلال محاورة نسائهم، ولعل البرنامج قادر على توسيع البيكار في اختياراته لاستقطاب المزيد من المشاهدين. وبعد هذا البرنامج، انتقل معده روبير فرنجية إلى وضع اللمسات الأخيرة على برنامجه الفني الجديد «ميكرو سكوب». هكذا، صارت Otv بمثابة قناة متخصصة بالضحك وقراءة المستقبل والكفّ والضرب في الرمل... وإذا بها تخاطب عقل المشاهد اللبناني، بذهنية السبعينيات والثمانينيات، وفي أحسن الأحوال في نهايات القرن الماضي مع برامج تبدو منبوشة من أرشيف التلفزيون.


أعمال بالجملة

فيما تراهن شركة «أونلاين بروداكشن» على مسلسل «من أجل عينيها»، بدأت التحضيرات لخطواتها الدرامية المقبلة. وفي جعبتها مسلسلات جديدة قيد التحضير منها «كيندا» من كتابة جبران ضاهر، ورشّح لبطولته كل من بيتر سمعان وكارلوس عازار (الصورة) وسيبدأ تنفيذه في كانون الثاني (يناير) المقبل. كما تدرس إمكان الدخول في تنفيذ أولى تجارب ميرنا مكرزل مع الكتابة الدراميّة ضمن الدراما الاجتماعيّة العاطفيّة «خيانات مشروعة» (عنوان مؤقت)، إضافة إلى سيتكوم من كتابة نادين جابر، يضيء على حياة أربع صبايا ومشاكلهن في أجواء كوميديّة. ويبقى مسلسل آخر للكاتب جبران ضاهر، يؤجل الإعلان عن تفاصيله إلى موعد لاحق.