strong>بيسان طييبدو تجمّع «باحثات» كأنّه ورشة عمل لا تكلّ عن البحث والإنتاج، تتنوّع فيها الأسئلة وعناوين الورش والكتب والمؤتمرات. اليوم، تنطلق في «الجامعة الأميركية» في بيروت ورشة «الممارسات الثقافية للشباب في العالم العربي»، وعلى برنامجها ستّ جلسات، إضافةً إلى جلسة الافتتاح. الورشة التي تستمرّ يومين، عبارة عن لقاء تحضيري لعدد جديد من الكتاب الذي يصدره التجمع، ويحمل الرقم 14، وتتنوع عناوين جلساتها واهتماماتها. بعضها كالجلسة الأولى ذات اهتمام موسع، تطرح سؤال الممارسات الثقافية: هل تهدف إلى التنمية أم التعبئة؟ فيما تبدو عناوين جلسات أخرى أكثر تخصصاً، كالجلسات المخصصة للموسيقى أو لاستخدام وسائل الإعلام والاتصال. عنوان الورشة نفسها، تُشعر القارئ بأنّها ستغوص في أرض لا تزال مدار تجريب واختبار وتطوّر يومي، وهي مجال يتحكّم فيه الأصغر سناً، ونقصد الجيل الشاب والمراهقين. هنا، تعلّق مود اسطفان (وهي عضو في لجنة الكتاب لهذا العام مع الباحثة عزة شرارة بيضون) قائلةً إنّ الممارسات الثقافية لدى الشباب العرب مجال غير مدروس كفايةً «هناك شيء خاص نحب أنّ نتعرف إليه. إنّه مكان غنيّ تدخل فيه مؤثّرات عدّة، منها البحث عن تأثر وتفاعل الشباب مع الممارسات أو الإنتاجات الثقافية». إذاً هي حشرية الباحثات أنفسهن للتنقيب في هذه الأرض المجهولة، ما مثّل أحد أسباب اختيار موضوع الكتاب لهذا العام. في إطار الحديث عن

مود اسطفان وعزة شرارة بيضون: بحث عن الاستهلاك الثقافي
الورشة، يلفت الانتباه الكلام عن الإنتاجات الثقافية، وخصوصاً في لبنان. وفي ظل تعددها وتنوعها، من معارض وعروض مسرحية وموسيقى وغيرها، يلحّ السؤال عن غياب الاهتمام بها، هنا تتحدث عزّة بيضون عن «الحشرية والفضول لفهم ظاهرة الابتعاد عن استهلاك هذا الإنتاج»، وتأمل أن يمثّل كتاب تجمع «باحثات» حافزاً للمعنيّين ـــــ من مؤسسات رسمية وأهلية ـــــ لمعالجة مسائل ثقافية، بهدف اتخاذ تدابير مبنيّة على معرفة بالوقائع وبالحاجات».
ستمثّل عملية الإنتاج جزءاً كبيراً من اهتمام الورشة والباحثين المشاركين فيها، إلّا أن عملية الاستهلاك نفسها ستتخذ حيزاً من الورشة، إذ تعمل بيضون واسطفان على إعداد بحث عن عملية الاستهلاك الثقافي، ماذا يشاهد الشباب؟ ماذا يسمعون؟ ماذا يقرأون.... في محاولة لرسم خريطة لاهتماماتهم والتعرف إلى العلاقات في ما بينهم، وتقاطعها مع العالم التكنولوجي وأدواته.
الورشة إذاً محطة إعدادية للكتاب، تتعمّق فيها النقاشات. ما يفتح آفاقاً أوسع أمام الباحثين، وهم من لبنان والسعودية وتونس ومصر والعراق ودول أوروبية، قبل إعداد أو توسيع مقالاتهم التي تُنشر في الكتاب.


اليوم وغداً ـــــ مبنى «وست هول»، «الجامعة الأميركية في بيروت» ـــــ 01/350000