ليال حدادهل تذكرون النفايات السامة التي دخلت لبنان في أواخر ثمانينيات القرن الماضي؟ هل تذكرون كيف فُرِض حصار إعلامي وسياسي وأمني على هذا الملفّ؟ وهل تذكرون كيف ضُيّق على كلّ من حاول طرح هذا الموضوع أو عرضه على الرأي العام؟
الليلة، تحاول مراسلة Otv جوزفين ديب (الصورة)، كسر هذا الحاجز الذي فُرض على الإعلام لفترة طويلة، من خلال تحقيق استقصائي بعنوان «مستوعبات الرعب»، تتنقّل فيه بين قريتَي شننعير (قضاء كسروان) وجرود عيون السيمان، حيث طُمرت هذه النفايات.
تعود ديب في القصة إلى بدايتها، وتحديداً إلى عام 1987 «زمن ميليشات الأمر الواقع» وفق ما تقول لـ«الأخبار»، وصولاً إلى الوضع الحالي، والتعتيم الذي يرافق القضية، مروراً باللجنة التي ألّفها وزير الصحة جوزيف الهاشم مطلع التسعينيات لفحص النفايات، وغيرها من المحطات التي أكّدت خطورة هذه النفايات على سكّان المناطق التي طُمرت فيها.
وتتخلّل الحلقة مقابلات مع سكّان يقطنون المنطقة، أبرزهم مواطن يُدعى إسحق عقيقي، وقد أصيب بسرطان الكبد في عام 1996، نظير عشرات سكان القرى المحيطة بعيون السيمان. وتأخذ ديب برأي خبراء طبيين يؤكدون أنّ هذا السرطان يعود إلى تلوث الهواء أو المياه. وبما أن هذه القرى هي قرى جبلية وهواؤها نقيّ، فإنّ السبب إذاً هو تلوّث المياه. هكذا، تعيدنا هذه النظرية إلى ما تردّد منذ التسعينيات عن تلويث النفايات السامة، للمياه الجوفية في المنطقة.
طبعاً لم يكن عمل ديب سهلاً، وخصوصاً في ظلّ خوف المواطنين من الحديث عن مشكلتهم، إضافة إلى صعوبة تأمين صور تعود إلى تلك الفترة «لكنني تمكّنت من الحصول على بعض الصور الحصرية التي تعود إلى فترة وصول النفايات إلى عيون السيمان وشننعير» تعلن ديب. أما المفاجأة فكانت امتناع وزير البيئة في الحكومة السابقة أنطون كرم عن التعليق على الموضوع «لأنّه متعبٌ من المقابلات» كما قال لها مستشار الوزير.
بدأت ديب العمل على هذا التحقيق منذ أكثر من سنة، وتتوقّع أن يحقّق تأثيراً على المشاهدين والجهات المعنية التي تجاهلت الموضوع طويلاً.
هل بدأت الشاشة البرتقالية، مع هذا التحقيق، خطةً جديدةً لتقديم برامج وتقارير تطال حياة المواطن؟ أم أنّ «مستوعبات الرعب» لم تكن سوى مبادرة فرديّة من ديب، بعيداً عن خطة عامة رسمتها المحطة لدخول حلبة المنافسة التلفزيونية؟ الجواب رهن الأيام المقبلة.

الليلة 22:30 على Otv