محمد عبد الرحمنليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها «نقابة الصحافيين المصريين» انتخابات حامية. لكن ما حصل هذا العام، كان مختلفاً. المعركة التي دخلها النقيب المنتهية ولايته مكرم محمد أحمد مطمئناً مسبّقاً إلى النتيجة خالفت كل التوقعات. إذ إنّ منافس أكرم، ضياء رشوان واجه منذ إعلان ترشّحه لمنصب النقيب لائحةً طويلة من الاتهامات. أولها أنّه لا يمارس العمل الصحافي بما أنه باحث في «مركز الأهرام للدراسات»، وأنه ينتمي إلى الإخوان المسلمين. غير أن الهجوم على رشوان، عجز عن التغطية على سلبيات أحمد، الذي تولّى منصب النقيب للمرة الثالثة عام 2007، علماً بأنّ قانون النقابة لا يسمح لأي نقيب بالبقاء في منصبه أكثر من أربع دورات. هكذا، بدأت الاتهامات تطارد أحمد، مركِّزة على أنه لم يحقّق أيّ إنجاز. وأبرز النقاط التي ركّز عليها الهجوم تمثّلت في أنّ أحمد لم يتمكّن من حلّ أزمة صحافيي جريدة «الشعب» المجمّدة منذ عام 2000، ولم يحصلوا على حقوقهم حتى الآن، رغم وعود النقيب المتكررة لهم، إضافةً إلى أنّه لم يقم بأي خطوة بهدف تطبيق مشروع إسكان الصحافيين الذي يهدف إلى توفير منازل للصحافيين بأسعار مقبولة.
غير أنّ هذه الاتهامات لم تفلح في تغيير مواقف أحمد... إلى أن جاء يوم الأحد الماضي، أي يوم الانتخابات. حينها، دخل النقيب ممسكاً بيده قرار رفع أجر الصحافيين 80 جنيهاً فقط (15 دولاراً) مستغلّاً سلاحاً أثبتت التجربة عدم فاعليته. إذ وعد فئة الصحافيين بزيادة مدخولهم الشهري. غير أنّ وعي الإعلاميين كان عاملاً أساسياً في رفضهم لهذه... الرشوة الانتخابية. حتى إن هؤلاء الذي بدوا غير مقتنعين بضياء رشوان، رفضوا التصويت لأحمد، ممثّل الحكومة، مهما نفى ذلك.

الإعلاميون رفضوا الأشكال المختلفة من... الرشى الانتخابية

كل ما سبق جعل فارق الأصوات بين أحمد (قارب عامه الثمانين) ورشوان (لم يبلغ الخمسين) لا يزيد على 40 صوتاً، ما أدى إلى إعادة الانتخابات، وقد حدّد يوم غدٍ موعداً لها. لكن الصورة تغيّرت كلياً هذا الأسبوع، إذ أكّد النقيب الثمانيني جديّة مشروع الإسكان الجيد، وحلَّ أزمة محرري جريدة «الشعب».
في المقابل، ركز ضياء رشوان في حملته على التدخل السافر لرؤساء تحرير الصحف الحكومية لمناصرة أحمد. حتى إنّ وكالة «أنباء الشرق الأوسط» طلبت من مراسليها في الخارج الحضور على نفقتها لانتخاب مرشح الحكومة، وهو ما تكرر مع مراسلي «الأهرام» و«دار الهلال». كل ذلك جعل رشوان يؤكّد أنّ هذه التصرفات تزيد من حالة التعاطف معه، وخصوصاً في ما يتعلق باتهامه بأنه مستشار سري لمرشد «الإخوان المسلمين».
وفي ظلّ هذه التجاذبات والاتهامات، اتفق المرشحان على أنّ المهم هو توافد الصحافيين على مقر النقابة غداً، لأن هناك مَن غاب إيماناً منه بقدرة أحمد على النجاح، ومن امتنع بسبب يأسه من إمكان فوز رشوان. يذكر أن قانون النقابة ينصّ على أنّ الصحافيين ينتخبون نقيبهم كل عامين، وينتخبون المجلس كل أربعة أعوام.