بعد غياب طويل، يعود «استوديو الفن» الذي أطلق عدداً من أبرز النجوم في لبنان، في ظلّ منافسة شرسة وزحمة برامج تبحث عن نجوم
هناء جلاد
بعد «تلفزيون لبنان» ثمّ «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، ها هي MTV تعرض برنامج المواهب «استوديو الفن» بنسخته الجديدة التي تقدمها إلسا زغيب، وحملت توقيع بشير سيمون أسمر. قبل البدء بعرض البرنامج، تردّد أن MTV ستتراجع عن تبنّيها المشروع بسبب تخلي سيمون أسمر عن الكثير من مهماته لمصلحة ولدَيه كريم وبشير. وتتميّز الدورة الحالية من البرنامج بعوامل عدّة جديدة، منها تصويت الجمهور الذي يمثّل 31 في المئة من النتيجة النهاية ـــــ وهدفه طبعاً زيادة الربح المادي ـــــ إلى جانب تصويت اللجنة الإعلامية، المؤلّفة من صحافيين وإذاعيين يُستبدَلون كل ستّة أسابيع، ويمثّل رأيهم 20 في المئة من النتيجة، ليبقى للّجنة الأكاديمية نسبة 49 في المئة من النتيجة النهائية.
وبدا واضحاً غياب الأسماء الكبيرة من اللجنة الأكاديمية التي ميّزت الدورات السابقة، ليحلّ مكانها الملحن والموزع الموسيقي جان ماري رياشي، والفنانة رونزا، ورودي رحمة، والإعلامية بولا يعقوبيان، وأستاذة الرقص نادرة عساف ومصمّم الأزياء عقل فقيه، إلى جانب سيمون أسمر. فيما تعود كلمة الفصل لقائد الأوركسترا إيلي العليا في حال تعادُل الأصوات.
وانعكس تطوّر الإنتاج بطريقة إيجابية على الديكور والإضاءة وإطلالة الهواة، رغم الأخطاء التقنية التي وقع فيها المخرج بشير أسمر. غير أنّ استبدال فئة الإخراج بفئة غناء الراب، لم ينعكس على مستوى المنافسة، بعدما ظهرت مواهب بعض المشتركين دون المستوى المطلوب في الغناء المباشر، بمشاركة فرقة موسيقية، وهو الأمر الذي غالباً ما تتفاداه برامج الهواة، إذ تعتمد على الغناء بطريقة «بلاي باك».
واللافت أن البرنامج اقتصر على المشتركين اللبنانيين، والسبب... تجاري بحت. وذلك بعد فشل «استوديو الفن» الخاص بمصر والمغرب، في خضمّ التحضير للدورة السورية على قناة «الدنيا الفضائية».
ومع الغياب الطويل لـ«استوديو الفن»، برزت برامج أخرى تبحث عن مواهب فنية جديدة منها «سوبر ستار» على شاشة «المستقبل»، و«ستار أكاديمي» (LBC) التي حاولت جمع هواة من مختلف أنحاء

«نجم الخليج» يحاول تكريس تفوّق الأغنية الخليجية
العالم العربي، بهدف اختيار الجمهور في النهاية للأفضل، فيما تؤدي لجان التحكيم دور الناقد المكبَّل اليدَين، بعدما سوّقت هذه البرامج لفكرة تفوّق الصورة الخارجية للمشترك على موهبته. وكان هذا سبباً رئيسياً وراء تراجع شعبية «سوبر ستار»، بعدما عاد عدد من أصحاب الأصوات الجميلة إلى ديارهم خائبين.
غير أنّ «ستار أكاديمي» استطاع تخطّي هذا العائق، وإبقاء نسب مشاهدة عالية، وخصوصاً في صفوف المراهقين الذين وجدوا في طريقة عيش طلاب الأكاديمية متنفساً مثالياً للكبت الذي يعيشونه في مجتمعاتهم.
وقد جذبت هذه البرامج رؤوس أموال الرعاة (بلغ حجم كلفة الدورة الأولى لبرنامج «ستار أكاديمي» مثلاً خمسة ملايين دولار)، ما شجّع المحطات الخليجية على إنتاج برامج مماثلة، منها «ألبوم» على mbc وX factor على «روتانا موسيقى»، وthe manager على الشاشة نفسها، وأخيراً برنامج «نجم الخليج» الذي يُعرض كل أحد على شاشة «دبي». ويحاول هذا الأخير تكريس تفوّق الأغنية الخليجية رغم انضمام المغنية اللبنانية ديانا حداد إلى لجنة التحكيم إلى جانب المغني الكويتي عبد الله الرويشد والملحن والمغني الإماراتي فايز السعيد.
وفي ظلّ كل هذه البرامج، يبدو أن القاسم المشترك بينها هو التأسيس لشركات إنتاج وإدارة أعمال تفرض على المتخرجين منها التزام عقود تشوبها الحصرية. كذلك يغيب العمل المحترف في هذه الشركات، ما يؤدي إلى الفشل في صناعة نجوم حقيقيين.
وفنانين... ومكاسب مالية