محمد عبد الرحمن
رغم أن صناديق الاقتراع في «نقابة الصحافيين المصريين» ظلّت مفتوحة من التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً، إلا أنّ التوقعات بتفوّق النقيب مكرم محمد أحمد على منافسه ضياء رشوان، في انتخابات رئاسة النقابة، بدأت تنتشر قبل ظهر يوم الأحد الماضي... العصيب. منذ بداية النهار الانتخابي، بدا واضحاً أنّ أحمد الذي يبلغ 74 عاماً نجح في استيعاب دروس يوم الانتخابات الأول (الأحد ما قبل الماضي) وعرف كيف يواجه أخطاءه التي قلّصت الفارق بينه وبين رشوان إلى 39 صوتاً في الجولة الأولى.
وتأكيداً على أنّ حالته الصحية لن تمنعه من متابعة نشاطه نقيباً للصحافيين، لم يجلس أحمد سوى دقائق قليلة، وجال على اللجان الانتخابية العشرين، ولحق به عشرات الصحافيين من مختلف الأجيال. بينما غاب مناصرو رشوان وخصوصاً مصطفى بكري وحمدين صباحي، لتفادي اتهام رشوان بأنه صوت المعارضة لا المستقلّين.
ورغم الانتقادات التي واجهها أحمد بأنّه عمل على حلّ عدد من مشاكل الصحافيين، بعد تعادله مع منافسه في الجولة الأولى، لا قبل الانتخابات، رأى بعضهم أنّه لا يمكن تحميل مسؤولية هذه المشاكل لأحمد وحده، وخصوصاً أن بعضها كان موجوداً قبل تسلّمه مهماته نقيباً عام 2007. كذلك أكّد بعضهم أنّ المهم حلّ المشاكل بغضّ النظر عن التوقيت.
ومع ازدياد حملات الدفاع عن أحمد، ارتفعت وتيرة الهجوم على رشوان، والتركيز على أخطائه بعد الجولة الأولى، ولا سيّما هجومه على رؤساء تحرير الصحف القومية. كذلك، فإن ما تردّد عن أنّ قوة رشوان جاءت من انحياز «مظاليم» الصحف القومية له، لم يكن كافياً لدعمه في الجولة الثانية والأخيرة. وبدا واضحاً سعي مناصريه للاحتفاظ بكل الأصوات التي حازها في الدورة الأولى. وبالفعل، حصد رشوان حوالى 150 صوتاً إضافياً لكن أحمد تفوّق في النهاية بفارق 860 صوتاً بعدما نجح في حشد من تكاسلوا عن الحضور في الجولة الأولى. وبعد إعلان النتيجة، كان لافتاً تغيّر لهجة الشعارات والهتافات بين أنصار الفائز والمهزوم. ورغم أن رشوان أكد في حملته أن الدولة والأمن لم يتدخلا في الانتخابات، إلا أن الهتاف الذي ردّده أنصاره كان العكس تماماً، إذ راحوا ينادون طويلاً «يكفينا شرف المحاولة... كنا شباب بوجه دولة». ولم يتأخّر أنصار أحمد بالردّ... «الكبير كبير... مش عايزين تغيير».


الـ«توك شو» على الخط

مع انتهاء فرز أصوات الصناديق خلال انتخابات نقابة الصحافيين المصريين، رصدت برامج الـ«توك شو» واقعتين أكدتا حدة المنافسة بين مكرم محمد أحمد وضياء رشوان، إذ سجّلت كاميرا «دريم 2» لقطة تظهر أحمد وهو يلقي التحيّة على منافسه صباح يوم الانتخابات، لكن بطريقة يشوبها العنف والحدّة... قبل أن تجد رولا خرسا مقدمة برنامج «الحياة والناس» على قناة «الحياة 2» نفسها وسط مشادة هاتفية بين المتنافِسَين. إذ أعطت الكلام لرشوان كي يبارك لأحمد، إلا أنّه ما إن بدأ الكلام حتى هاجم خصمه هجوماً عنيفاً قبل أن يقفل الخطّ.