ليال حداد«يجب عدم الخلط بين المجموعات الإرهابية والمنظمات الجهادية» يقول المدير العام لـ«قوى الأمن الداخلي» في لبنان اللواء أشرف ريفي، بالخطّ العريض على غلاف العدد الأخير من مجلة «دفاع» Defense الفرنسية الصادرة عن «معهد الدراسات العليا في الدفاع الوطني» (كل شهرين). تحتّل صورته الغلاف، إلى جانب مواضيع العدد من بينها «تأثير الأزمة المالية على الدفاع»، والحرب على أفغانستان... طبعاً، الحدث ليس انتزاع المجلة الفرنسية مقابلة من ريفي. وخصوصاً أنّه عرف عنه كثرة لقاءاته الإعلامية، وعلاقته الجيدة مع الصحافيين ووسائل الإعلام. إلا أنّ الحدث الحقيقي يكمن في اهتمام Defense تحديداً، بإجراء حوار مع اللواء. هذه المجلة (تأسست عام 1975) تعتبر من أكثر المجلات تأثيراً في مجالَي السياسة والأمن في فرنسا. كما تحاول الإحاطة بكل التطورات الأمنية في فرنسا والعالم من وجهة نظر علمية.
وبالعودة إلى مضمون المقابلة، كشف ريفي عن المشاكل الأمنية التي تواجه لبنان، من بينها المخدرات والدعارة وسرقة السيارات وسرقة الآثار. كما تطرّق على نحو موسّع إلى دور «قوى الأمن الداخلي» في مكافحة الخلايا الإرهابية في لبنان، ومنها «فتح الإسلام»، و«عصبة الأنصار»، و«جند الشام». وسلّط الضوء على الفرق بين الخلايا الإرهابية التي غالباً ما تكون شاذّة عن المجتمع ولا تلقى الدعم الشعبي، وبين المنظمات الإرهابية التي تكون مدعومة من الشعب.
كذلك تطرّق ريفي إلى شبكات التجسّس الإسرائيلية التي ألقت القوى الأمنية القبض عليها أخيراً، مؤكداً أن هدف هذه الشبكات كان إعطاء معلومات لضرب قيادات المقاومة (وخصوصاً الذين يتعاطون في الملف الفلسطيني) وضرب بنيتها التحتية. أمّا الهدف الثالث فكان ضرب البنى التحتية اللبنانية. وفي تعليق طريف، قال ريفي إنه عند وقوع مشكلة أو سوء تفاهم بين قوى الأمن الداخلي والمقاومة تُحلّ «على الطريقة اللبنانية». وقد استعمل هذا التعبير الأخير أكثر من مرة، في إشارة إلى حل الأمور «بالتي هي أحسن» ومن دون وقوع أي تصادم.
يذكر أن رئيس تحرير هذه المجلة هو الصحافي الفرنسي ريشار لابيفيير صاحب كتاب «مجزرة إهدن»، المعروف بعلاقته المميزة مع لبنان ومع العالم العربي ومواقفه المعادية لإسرائيل. كما كان قد تعرّض للصرف التعسّفي من عمله في «راديو فرنسا الدولية» عام 2008، بسبب مقابلة أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد.