بيار أبي صعب كاترين ميّيه ناقدة فنيّة ترتعد سوق الفن في باريس لذكر اسمها، بحكم موقعها على رأس مجلّة Art Press المرجعيّة منذ أكثر من 3 عقود. في أوّل خمسينياتها، بعد دراسات رصينة عن دالي وإيف كلاين وآخرين، خطر لها أن تبوح بحياتها الجنسيّة «غير التقليديّة»: حياة أساسها العلاقات المفتوحة والجنس الجماعي، تتجاوز سرير الزوجيّة وعناق المحبّين والتيه الرومنسي، إلى متاهات وطقوس موثقة فوتوغرافيّاً بعدسة زوجها الكاتب جاك أنريك. في «حياة كاترين م. الجنسيّة» (سوي) الذي كان فضيحة الموسم في باريس 2001، تكشف الكاتبة بأسلوب دقيق ومحايد وبارد، تفاصيل مغامراتها وتجاربها وأحاسيسها، وتطرح تأملاتها «الفلسفيّة» مستمتعةً بنقل الحميم إلى الفضاء العام. الكتاب قَسَمَ الرأي العام في بلد الماركي دو ساد، بين معجب بشجاعة ميّيه وجرأتها الصادمة، ومستهجن لتلك الاستعراضيّة السهلة التي تسعى إلى تحقيق صفقة تجاريّة.
بعد ملايين النسخ المباعة في 33 لغة، يصلنا الكتاب معرّباً (نور الأسعد)، برعاية الشاعرة جمانة حداد التي تطلقه مساء غد، بحضور المؤلفة، في «فيرجين ميغاستور» (وسط بيروت)، محتفلةً بمرور عام على مجلتها «جسد»... على أن يباع مغلفاً بالسيلوفان «للراشدين فقط». فعل تجاوز؟ أم مزيد من اللعب على الكبت والانحطاط اللذين يلفان الراهن العربي، من قبل مجلّة تبيع حريّة الجسد على الورق المصقول، من دون أي انخراط فكري أو سلوكي في المواجهة، ولا أي اشتباك جدّي مع البنى الأيديولوجيّة التي تكبّل الجسد؟ أم عبث نرجسي يعزّز الاستلاب في بلد لا يعترف بحق الإجهاض، ولا يسمح بالزواج المدني، ولا يجيز لمواطنة متزوّجة من أجنبي أن تمنح جنسيّتها لأولادها؟