زمن العار» و«خاص جداً» و«بلقيس» فازت بأفضل ثلاثة مسلسلات عرضت على قنوات «مؤسسة دبي» في رمضان الماضي. لكن أين المبدعون من هذه الجائزة؟
وسام كنعان
ضمن «مهرجان دبي السينمائي» الذي اختُتم أول من أمس، تصدّر «زمن العار» لرشا شربتجي (إنتاج «عاج للإنتاج الفني») المرتبة الأولى بين الأعمال الدرامية التي عرضت على محطتَي «دبي» و«سما دبي». وفاز المسلسل السوري بمبلغ 500 ألف دولار أميركي. واحتّل المرتبة الثانية مسلسل «خاص جداً» للمخرجة غادة سليم (إنتاج «العدل غروب») وبطولة يسرا وحصل على 300 ألف دولار. أما «بلقيس» للمخرج السوري باسل الخطيب (إنتاج «المركز العربي للإنتاج السمعي والبصري») ففاز بالمرتبة الثالثة (200 ألف دولار). بالتالي، يصل إجمالي الجوائز الممنوحة من «مؤسسة دبي للإعلام» إلى مليون دولار أميركي.
الجائزة إذاً، هي «جائزة الدراما العربية». لكنّ هذه التسمية... مغلوطة، لأنّ الجائزة منحت للأعمال المعروضة على قناتَي «دبي» و«سما دبي» حصراً. والأكيد أن هناك أعمالاً درامية أخرى، حقّقت نجاحاً ربما أكبر من تلك المعروضة على قنوات «مؤسسة دبي»، نذكر منها المسلسل السوري «سحابة صيف». كذلك فإنّ تصويت الجمهور على المسلسلات بقي سرياً من دون الكشف عن الأسس التي اعتمدت في التصويت. رغم هذه الثغرات، يمكن القول إنّ نتيجة التصويت جاءت لتشفع بما دار في كواليس المسابقة التي لم يدر بها سوى القائمين عليها!
هكذا جاء فوز «زمن العار» بالجائزة الأولى، ليمنحَ مصداقية للجائزة، بعدما سجّل هذا المسلسل نجاحاً كبيراً، ونسب مشاهدة عالية، وفق مجموعة من الإحصاءات التي أجرتها صحف عربية عدة. ورغم أنّ نجم العمل الأوّل كان السيناريو، إلا أنّ التكريم لم يأت

تصويت الجمهور على المسلسلات بقي سرياً، ولم يكشف عن الأسس المعتمدة
على ذكر اسم الكاتبَين نجيب نصير وحسن سامي. كما لم يدع نصير، الذي كان حاضراً في التكريم، إلى المنصة التي صعد إليها كلّ من مخرجة العمل رشا شربتجي والمنتج هاني العشي والبطلَين بسام كوسا وتيم حسن. كما اعتلى منصة التتويج منتج «بلقيس»، وبطلته الممثلة صبا مبارك، ومنتج «خاص جداً» وبطلته الممثلة يسرا.
وقد علمت «الأخبار» أن الجوائز ستُحوّل لحساب المنتجين ولمصلحة شركاتهم، فيما سيعود صنّاع الأعمال من كتاّب ومخرجين وممثلين خالي الوفاض. إذ سبق أن وقّعوا عقودهم مع المنتجين وقبضوا كامل مستحقاتهم المالية.
المفارقة تبدو في هدف «مؤسسة دبي للإعلام» من هذه المسابقة. إذ أعلنت المؤسسة أنها تطمح من خلال هذه الجوائز إلى التشجيع والتحفيز على صناعة دراما متميزة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يمكن هذه الجائزة أن تشجع الدراما وقد نسيت مبدعيها وذهبت الجائزة إلى حساب المنتج المصرفي؟ أضف إلى ذلك أنّه في الدراما السورية خاصة، ليس هناك سوى عدد قليل من المنتجين الذين يتجاهلون الربح المادي ويركّزون على القيمة الفنية للعمل.
وفي النهاية، يمكن القول إنّ «جائزة الدراما العربية» في عامها الأول شجعت المنتجين، فيما كان ينبغي أن تشجع المبدعين... وبانتظار أن يتغيّر الوضع، يبقى الأمل معلّقاً، إذا كررت دبي التجربة في ظل أزماتها المالية المتلاحقة.