خليل صويلحشخصيات منيف تحاصرنا عبر 130 لوحة صغيرة
الصفحات، جعلت لهذه الروايات أجنحة جديدة». لا شك في أن الروائي الراحل كان على علاقة وطيدة بالتشكيل، كتب دراسات وانطباعات عن تجارب تشكيلية أحبّها، وهذا ما يفسّر غبطته بتصميم أغلفة رواياته والتقاط نبضها السري لونياً على الأقل. ذلك أن «مدن الملح» وحدها تتماوج بألوان الطيف، ما يمنح تشكيلياً مثل مروان احتمالات تعبيرية لا تحصى في كتابة نصه البصري. هكذا، لن نستغرب سطوة البني المحروق على لوحات المعرض. لعله لون التراب ووهاد البوادي التي كان يستحضرها صاحب «شرق المتوسط» عن خبرة حياتية طويلة. في بورتريه منيف، سنجد أخاديد الطبيعة تحفر عميقاً في تشكّلات وجهه، بما يشبه صحراء مثلومة بالألغاز والأسرار. في العلاقة التبادلية بين الرسام والروائي، ينبثق نص ثالث هو حصيلة خبرة أوّلاً ودفق عاطفي متناوب ثانياً. يقول منيف في رسالة إلى مروان «لم أستطع فتح الأبواب الموصدة، فهي تغلق العين والقلب، وتؤلم الروح، فيصبح الأفق رمادياً، ويفقد الأخضر طعمه، ولا تنفع المواساة». لكن شغف الروائي باللون سيقوده إلى اختبار تجربة مروان وآخرين عن كثب، لينجز لاحقاً كتاباً عن صديقه بعنوان «مروان ..رحلة الفن والحياة»، إذ لطالما أكد على تجاور الفنون واشتباكها في جديلة واحدة: 130 لوحة صغيرة تحتشد بها الجدران، فتحاصرنا شخصيات منيف من كل الجهات، مهلاً ها هو يطل بقامته المديدة بصحبة «متعب الهذال»! مروان يستعيد عبد الرحمن منيف في ذكراه الخامسة
حتى 7 كانون الثاني (يناير) ـــــ «غاليري تجليات»، دمشق ــــ للاستعلام: 00963116112338