ما الحدث الذي تتمنّون تغطيته بداية عام 2010؟ سؤال طرحناه على بعض صنّاع نشرات الأخبار والبرامج السياسية في لبنان. الإجابات تأرجحت بين أقصى التفاؤل واليأس المطبق!
صباح أيوب
«أتخيّل الجيش السوري عائداً بدبّاباته إلى لبنان وأعضاء الأمانة العامة في «14 آذار» يرشّون الأرزّ عليه. أرى في المشهد فارس سعيد يهلّل احتفالاً بهم، وأمين الجميل وابنه سامي يرشّان الأرزّ من بكفيا، وسمير جعجع يصدر بيان ترحيب بعودتهم»! هذا ما أنتجته مخيّلة مريم البسّام حين سألناها عن الحدث الخيالي الذي تتمنى تغطيته بداية عام 2010. مديرة تحرير نشرة أخبار قناة «الجديد» التي عوّدتنا على مقدمات إخبارية تبرز خطّاً سياسياً واضحاً في نقل الخبر والتعليق عليه، تمنّت أيضاً «رؤية السيد حسن نصر الله يصلّي في القدس بعد تحريرها»، فهي «لن تنتظر «غراندايزر» ليحرر فلسطين»!
فيض الخيال عند مريم غاب عن أفكار جان عزيز مدير تحرير الأخبار في قناة Otv. عزيز، بدا يائساً ومتعباً من كل ما يمتّ إلى السياسة بصلة! «أتمنى أن أطفئ الهواء لمدة 24 ساعة، وألّا أذيع أي خبر أو أقوم بأي شيء في أول يوم من العام». النفور نفسه تراه عند شيرلي المرّ التي لم «تفكّر مرتين» بجوابها، بل قالت مباشرة: «أكيد، لا أتمنى أن أحاور أي شخصية سياسية في بداية العام!» لكنها أضافت: «أودّ أن أطرح مواضيع مالية، واجتماعية وقضايا رأي عام في البرنامج... وهذا ما سأفعله في الحلقات المقبلة». أما ماغي فرح فقد رفضت كالعادة التعليق أو الإجابة عن أي سؤال خارج إطار برنامجها أو... الفلك.
أما جورج غانم، مدير تحرير الأخبار في المؤسسة اللبنانية للإرسال، فقد تمنّع بغضب عارم عن الإجابة بسبب زحمة السير الخانقة التي كان عالقاً فيها خلال اتصالنا به! لكن أحد المشاركين الأساسيّين في نشرة أخبار الـ«إل بي سي»، بسام أبو زيد، أشار بوضوح إلى حالتين يتمنى أن يغطيهما في لبنان والعالم العربي. الأولى هي حدوث «سلام شامل في المنطقة» والثانية «أن يُنزع السلاح من أيدي جميع اللبنانيين».
مسألة السلاح تلك لم ترد في إجابة مراسلة «المنار». الأفكار بدت جاهزة في مخيّلة منار صبّاغ. هي تريد لعام 2010 أن يحقق أمنيات مثل «افتتاح أول محطة كهربائية تعمل على المياه في لبنان»، كما تريد صباغ أن تشهد على حدث «زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للبنان» وهي تتخيّل مشهد «نزوله من طائرته على مدرج مطار بيروت الدولي». عربياً، تتمنى منار أن تتّخذ القمة العربية التي ستعقد في ليبيا بعض المبادرات الاستثنائية «كأن يكشف الرئيس الليبي معمر القذافي أسرار قضية الإمام موسى الصدر». ومن أمنيات منار أيضاً «أن يتوقف الجرح العراقي عن النزف فوراً».
استقرار العالم العربي ورد أيضاً في إجابة مدير تحرير الأخبار في قناة «أخبار المستقبل»عماد عاصي، الذي قال بصراحة إنّه «لن يتخيّل أن يكون جميع اللبنانيين متشابهين أو من اللون نفسه... فهذا أمر مضجر» لكنه تمنّى «أن يتوحّد اللبنانيون في ما بينهم على اختلاف انتماءاتهم، وأن يلتفّوا حول قضية واحدة تجمعهم». أما بالنسبة إلى العالم العربي، فيقول عاصي: «أتمنى أن يعمّ الاستقرار وتتحول المنطقة إلى واحة سلام». لذا يختار عاصي، ضيوفاً لنشرته الأولى «المتخيّلة»، مواطنَين: لبناني وعربي، يقدّمان حلول الوفاق والسلام في المجتمعات العربية. نبقى في «أخبار المستقبل» ومقدمة برنامج «ترانزيت» نجاة شرف الدين التي أعلنت أن الخبر الاول الذي تودّ أن تذيعه في نشرة أول العام هو أن «إسرائيل أُزيلت من الوجود!».

غسان بن جدو يتمنّى أن يكون على إحدى الجزر النائية والهادئة

المفاجأة الكبرى جاءت في ردّة فعل مدير مكتب قناة «الجزيرة» في بيروت غسان بن جدو. عندما سألناه عن الخبر الأول الذي يتمنى أن يذيعه أو يغطّيه في العام المقبل، جاء الردّ حرفياً: «أتمنى ألّا أعلن أي خبر بداية العام الجديد! أتمنى أن أكون بعيداً كل البعد عن الأخبار والأحداث، في إجازة، على إحدى الجزر البعيدة والهادئة»!
لكن عدوى اليأس تلك لم تنتقل إلى كل العاملين في مكتب الفضائية القطرية. مراسلة «الجزيرة» سلام خضر كان لديها تصوّر دقيق لأمنياتها: «أريد أن أغطي حدث إعلان الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني.
أريد أن أكون في القدس تحديداً يومها» تقول سلام. بعض الأمنيات اللبنانية المحلية عند المراسلة اللبنانية كشفت مدى تردّي الواقع الذي نعيشه في البلد:« أتمنى عودة الطبقة الوسطى إلى المجتمع اللبناني كما كانت قبل الحرب. أتمنى توفير تأمين صحي كامل لكل المواطنين. وأتخيّل الارتقاء بمستوى المدارس والجامعات الرسمية إلى مستوى يفوق المؤسسات التربوية الخاصة». «هذا أقصى الخيال... تصوّري!» تعلّق سلام
ساخرة.