strong>بدر الإبراهيم، محمد عليلا يحمل المشهد الثقافي السعودي تغييراً كبيراً هذه السنة، رغم وعود وزير الثقافة والإعلام السعودي الجديد عبد العزير خوجة. التغيير في آليات الخطاب لم يحمل تغييراً ملموساً في واقع الحياة الثقافية المضمحلة أصلاً في المملكة. افتتح عام 2009 بتعيين خوجة وزيراً للثقافة بعد نقله من سفارة المملكة في بيروت. في البداية، رحّب المثقفون والأدباء بالوزير المعروف، لكونه شاعراً ومثقفاً، لكنّ حالة الغرام لم تدم طويلاً، بعد مصادرة كتب في «معرض الرياض الدولي للكتاب» وإلغاء «مهرجان جدّة السينمائي». الوزير الجديد الذي لقّب بوزير الـ«فايسبوك» لأنّه فتح صفحة خاصة على الموقع للتواصل مع المثقفين، لم يستطع تغيير الصورة النمطية لوزارته. بدت هذه الأخيرة عاجزة عن مواجهة المعترضين من التيار الديني على الأنشطة الثقافية. أوّل الغيث كان في «معرض الرياض الدولي للكتاب» (آذار/ مارس)، يوم منعت «هيئة الأمر بالعروف والنهي عن المنكر» كتباً لسعوديين. وكانت الهيئة قد افتتحت مكتباً خاصاً لها في المعرض الذي شارك فيه أكثر من 600 دار نشر بـ250 ألف عنوان، قبل منع 100 كتاب ومصادرة أخرى. من بين الكتب التي منعت روايات تركي الحمد، ومجموعة زينب حفني، ورواية «شارع العطايف» لعبد الله بن بخيت التي باعت 200 نسخة قبل منعها، وديوان «ليل القرامطة» لمحمد الفوز، وديوان «الرماد والموسيقى» لأحمد الواصل. كذلك منع رجال الهيئة توقيع كتاب حليمة مظفر، بحجة أنّ المؤلف امرأة توقّع لرجال.

وزارة الثقافة لم تصمد في وجه التيار السلفي
على صعيد النشر والقراءة، تضمّ الممكلة أكثر من 1300 دار نشر سعودية، ونحو أربعة آلاف مكتبة، إلّا أن حجم المبيعات متدنٍّ، وأسعار الكتب مرتفعة مقابل انتقائية القارئ المقبل على كتب الدين والرواية. مع ذلك، توّج الناشرون عامهم بـ«مؤتمر الناشرين العرب الأول» (تشرين الأول/ أكتوبر)، وسط غياب «اتحاد ناشرين»، كذلك عقد «مؤتمر الأدباء الثالث» (كانون الأول/ ديسمبر الحالي)، بعد مضي 36 عاماً على الأول و11 عاماً على الثاني. شارك في مؤتمر الأدباء أكثر من 500 أديب، تشكك بعض المدعوين في «قيمتهم الأدبية»، ولمّحوا إلى «وجود ما يشبه اللوبي في توجيه الدعوات».
أما السينما فقد حققت تقدماً من خلال عرض فيلم «مناحي» في بعض المدن السعودية، رغم صيحات الاعتراض السلفية، وكان أول تجربة لعرض سينمائي عام في بلدٍ تحظر فيه الصالات. لكنّ السينما تلقت في المقابل ضربات موجعة أهمها إلغاء «مهرجان جدة السينمائي» في اللحظات الأخيرة، بعد ضغط من التيار السلفي. ومثّل إحياء موقع «سوق عكاظ التاريخي» حدثاً فكرياً واقتصادياً وسياحياً، رغم اعتراض بعضهم على إحياء «عادة جاهلية».
واختُتم المشهد الثقافي السعودي لهذه السنة على وقع ترشّح رواية عبده خال «ترمي بشرر» على القائمة القصيرة لجائزة «بوكر» العربية. ولم تكن رواية خال العمل السعودي الوحيد الذي دخل سباق «بوكر»، إذ رشّحت على القائمة الطويلة رواية «شارع العطايف» لعبد الله بن بخيت، و«الوارفة» لأميمة الخميس.