سعيد خطيبي أهمّ قضية شغلت الأوساط الثقافية في جزائر 2009 تمثّلت في محاكمة أمير الراي الشاب مامي، الذي أدانته محكمة باريسية بخمس سنوات سجن بتهمة الاعتداء على مصوّرة صحافية فرنسية. وبعد ثلاثة أيام من طيّ ملف الشاب مامي، انطلق «المهرجان الثقافي الأفريقي الثاني» (5 تموز/ يوليو) بعد دورة أولى تعود إلى عام... 1969! إذ أقرّت الحكومة مشروع المهرجان الأفريقي بهدف التأكيد على مكانة دبلوماسية في القارة السمراء. هكذا، أقيمت النشاطات الأدبية والسينمائية، وخصوصاً الموسيقية. وراهن المهرجان على استضافة ألمع نجوم الغناء في أفريقيا، على رأسهم نجم الريغي العالمي ألفا بلوندي... قبل أن يُصدم الجميع بقرار بلوندي بمقاطعة المهرجان بحجّة «قلة المهنية». وقد تعرّض المهرجان لسلسة انتقادات في الإعلام الجزائري.
إحدى السلبيات التي تفشّت في واجهة المشهد الثقافي الجزائري تتمثّل في انتشار الشلليّة و«تبادل الخدمات». وهذا ما تجلّى في حفلة تكريم «تنكرية» قادتها وزيرة الثقافة خليدة تومي، على شرف الروائية أحلام مستغانمي على هامش معرض الكتاب. كلّ من حضر الحفلة خرج مستاءً بسبب تمادي تومي في التغني بمستغانمي، ووصفها بعبارة «صاحبة الجلالة»، متناسيةً الحرب الكلامية التي دارت بينهما خلال السنتين الماضيتين.

محمود درويش وكاتب ياسين... ولخضر حمينة يستعيد الثورة الجزائرية

هذا العام أيضاً، تواصلت أزمة اتحاد الكتّاب الجزائريين وتعمّقت التصدعات الداخلية. وما زالت نزاعات الأطراف المعنيين قائمة حتى اليوم. وعلى غرار دول عربية أخرى، احتفت الجزائر بـ«القدس عاصمة الثقافة العربية 2009» عبر أنشطة اتسمت بالارتجالية. وأحيت الجزائر ذكرى محمود درويش ضمن تظاهرة «محمود درويش، حياة في الشعر» بتنظيم «الوكالة الجزائريّة للإشعاع الثقافي»، وبمبادرة منشورات «البرزخ»، وافتتحت بمعرض «أمّة في المنفى» حيث أعاد التشكيلي المعروف رشيد قريشي خلق شعر درويش بلغة التشكيل. ولمناسبة عشرين عاماً على رحيله، أقيمت أيضاً تظاهرة «أيّام كاتب ياسين» التي شملت عروضاً مسرحيّة وحلقات نقاش تتناول إرث الكاتب الجزائري. وبخلاف السنتين الماضيتين، غابت السينما الجزائرية عن منصات المهرجانات العالمية. فيما رحل الممثل الشاب ياسمين بلماضي في حادث سير بعدما سجل حضوراً عبر 12 فيلماً آخرها «وداعاً غاري» لنسيم عمواش. وتبعه نجم الأغنية الشاوية كاتشو، الذي لقي حتفه في حادث سير أيضاً.
يحلّ عام 2010 بأجندة ثقافية مشوّشة، وخصوصاً مع نيّة خليدة تومي التخلي عن منصبها، وتقلص ميزانية الدعم السينمائي. لكنّ الحديث يتركّز اليوم على عودة المخرج محمد لخضر حمينة بفيلم يتناول الثورة الجزائرية.